رأي

رسالة مفتوحة إلى الحاضنة الشعبية الفلسطينية

بقلم مولاي اسماعيل العلوي

إلى صاحبة السمو والصمود والشموخ الحاضنة الشعبية في غزة الأبية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

​لا يسعنا أولا إلا ان نتقدم اليكم بتهانينا الخالصة بإطلاق الدفعة الأولى والثانية من الاسيرات والأشبال الابطال، وننحني إجلالا لصمودكم الأسطوري امام همجية العدوان النازي الصهيوني الغاشم، فلكم أيها القابضون على الجمر كل الثناء والتبجيل والامتنان، وتقبلوا منا نياشين البطولة وشجاعة الفرسان، فمنكم نتعلم الكرامة والعزة والإقدام، وننبهر بالشموخ وشرف الدفاع عن الأوطان..

​لقد علم العدو الجبان أن الشعب الفلسطيني ليس بمعزل عن مقاومته الباسلة، لذلك وجه نيرانه الجهنمية إلى الحاضنة الشعبية، وذلك ديدنه مذ كان عصابة إجرامية إلى ان تحول “دولة” إرهابية مازالت تمارس جرائمها ضدكم، بهدف التنكيل والتهجير القسري والعقاب الجماعي، لأنكم شركاء النضال مع المقاتلين في الميدان..

​فما عسانا نقول لشعب تحمل ما لم يتحمله بشر على هذه الأرض، وما عسانا نقول أمام كل تلك الآلام والمجازر والدماء، وإبادة كل تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العزل الأبرياء، إنها آلة إرهاب يهودية جهنمية تحرق محاضن الأجنة وملاجئ الأطفال والشيوخ والنساء، آلة كيان نازي مدعوم من كفار الغرب ومنافقي العُرْب وتحالف الأعداء، نسأل الله لجرحاكم العافية والتعجيل بالشفاء، وأن يجعل الذين قتلوا تحت القصف منكم مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ..

 

​أما بعد:

 

يبدو أن العدو السادي الحقود لم تكفه المجازر والمذابح التي نفذها ضد الحاضنة الشعبية، فسارع لحشد كل قوته لمحاصرة مظاهر الفرحة بإطلاق الاسيرات، فهو بقدر ما يتلذذ بمعاناة الأهالي الفلسطينيين يشعر بالاستياء الكبير من مظاهر فرحتكم وإظهار بهجتكم!

فما دامت فرحتكم تغيظ الصهاينة فإنها أصبحت جزء من الأسلحة المؤثرة، لذا نهنئكم بهذه الجرعة الأولية من الفرحة، في انتظار الفرحة الكبرى بالانتصار وكنس الكيان الغاصب من ارض فلسطين كل فلسطين، وما ذلك على الله ببعيد..

لقد ارعبتم عدوكم الجبان بتضامنكم والتحامكم بمقاومتكم، فإن كان يهاب غضب رجال المقاومة فإنه يخشى أيضا مظاهر فرحتكم، فبالله عليكم ماذا فعلتم بالجيش الذي لا يقهر، وماذا فعلتم بالاحتلال، لقد اجبرته المقاومة على اطلاق سراح الاسيرات وثلة الاشبال، فسارع المهزوم إلى محاصرة كل مظاهر الفرحة والاحتفال، فكيف لا تفرح أسر الاسيرات ولا تزغرد أم الأطفال الأبطال؟!

ما أحلى فرحتكم بعد وقف إطلاق النار، فلن يمحو تلك الايامالطويلة الثقيلة إلا بلسم الفرحة والانتصار..

​أتوجه إليك خاصة بهذه الرسالة لأنك أنت رمز التضحية والصمود والفداء، فأنت خط الدفاع الأول ومنك ارتقى أول الشهداء، لقد عجز العدو الجبان عن منازلة رجال الكتائب البواسل الأشداء، فلم يجد أهدافا له إلا العجزة والأطفال الرُّضّع والنساء، فكنتم حقا تلكم الحاضنة الحامية من الحمم المتساقطة من الأرض والبحر والسماء..

لقد دخلتم الحرب بصدور عارية، بدون أي مخابئ أو ملاجئ تحمي المدنيين، ولما فشل جيش العدو وعملاؤه في استهداف المقاومين، صوب مدفعيته الثقيلة وصواريخه الغادرة إليكم وكل النازحين..

​فقد العدو المرعوب صوابه وانطلقت غاراته عليكم بالطائرات، ومن أجل اقتلاع “حماس” من جذورها تحركت آلياتة العسكرية والمجنزرات، فلا مناص له من حرب برية واقتحام غزة بالدبابات، لتفكيك الجناح العسكري لحماس وتفجير شبكة الانفاق وتدميرها بالجرافات ..

​في يوم السابع من أكتوبر اخترق رجال النخبة الجدار ونجحوا في الاقتحام، فقد نجح الأبطال في الهجوم والقتل والأسر والعودة إلى قواعدهم بسلام، تبخر المقاومون في أنفاقهم واختفى قادة سرايا القدس والقسام، فجن جنون العدو الجبان ولم يجد امامه إلا الهستيريا والانتقام، فقد بحث عبثا عن صورة نصر بها رفع راية بيضاء واستسلام، ووعد جمهوره بأن يستعيد الاسرى سريعا بالقوة والإقدام، ولكن افتكاك الاسرى من آسريهم عنوة ما هو إلا اضغاث أحلام!

​لقد سُقط في يد العدو المرعوب الغدار، فقرر الانتقام من الحاضنة الشعبية بالمجازر والمحرقة وتعميم الأضرار، فما عساه يفعل أمام تبخر المقاتلين وقادة الأجنحة ويحيى السنوار، ما عساه يفعل امام الاشباح التي تخرج له من تحت الأنقاض وبين الدمار؟ ليس امامه إلا القصف العشوائي للحاضنة بالصواريخ والقذائف والتلذذ بإطلاق النار، ومن اجل التنفيس عن أحقاده قرر التركيز على قصف المستشفيات، وبئس القرار..

يا إلهي ما هذه الحاضنة الاسطورية التي تحمي المقاتلين بدون اي ملاجئ او إشعار قبيل الدمار وكأنها تستهزئ من صفارات الانذار!!

لقد نسي الكيان اليهودي الهمجي بأن القوة النارية النازية لن تؤثر أبدا في طائر النار، فهو طائر ناري كلما احترق انبعث مجددا من الرماد والدمار، وستفرحين بفخر مجددا قريبا جدا، وحق لك الافتخار، فليس بعد كل ذا الصمود منك إلا العزة والانتصار، أما مصير الكيان الصهيوني المهزوم فقد اصبح قاب قوسين او ادنى من الزوال والانهيار، حينها تعم الفرحة صدور المؤمنين في العالم و تخفق قلوب الأحرار، وها هي فرحة الأسرى التي أصر الكيان المهزوم على منعها تأبى الحصار، فتحية لك ايتها الحاضنة الشعبية الوفية ولكل المقاومين وللقائدين النخالة والسنوار

وفي انتظار نصركم تقبلوا فائق التقدير والتبجيل والاحترام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى