دولي

في اليوم العالمي للطفل.. المستوطنون يقدمون “هدية” لأطفال غزة!!

رضا البوكيلي.

تحتفل الأمم المتحدة يوم 20 نونبر من كل سنة باليوم العالمي للطفل، إلا أن هذه السنة تعرف إبادة شاملة للشعب الفلسطيني، بما فيهم أطفال غزة. طيلة 45 يوما الماضية، تحت أنظار العالم إذا لم نقل بمباركته، وأمام أنظار الأمم المتحدة العاجزة عن أي تدخل، إلا إذا استثنينا توسلاتها وتعبيراتها عن القلق.

اليوم لا وجود لطفل في فلسطين حتى يحتفل بيومه العالمي، أو طفل تحميه الأمم المتحدة بقوانينها الجوفاء، والتي تخص أطفالا بملامح غربية وبمواصفات خاصة لا تتوفر في فلسطين، فـ”لكل طفل حق أصيل في الحياة والبقاء والنمو” إلا الفلسطيني.

صرح اليوم الثلاثاء المتحدث باسم اليونيسيف توبي فريكر، واصفا وضع الأطفال في قطاع غزة بالمؤسف والكارثي، الأطفال في القطاع “لا يحصلون حتى على الحد الأدنى الكافي لهم من مياه الشرب”. وأشار إلى وجود 340 طفل في غزة دون الخامسة هم أكثر من يعانون من سوء التغذية، مايعني انتشار الأمراض.

طيلة الشهر ونصف الماضية، سجل عدد الأطفال الشهداء رقما مهولا، وكان حظهم الأوفر من أعداد الشهداء. ففي كل ساعة يقتل 5 أطفال، ليبلغ الرقم أزيد من 5500 طفل، بالإضافة لـ 1800 طفل مفقود وآلاف الجرحى، و800 ألف طفل نازح، وأزيد من 300 طفل أسير في سجون الاحتلال، وآخرون بعاهات مستديمة، وخدج خارج الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء، يرتقون إلى ربهم واحدا واحدا!!
ومن نجى منهم في القصف، لاحقته صواريخ الجبناء في المستشفيات أو في المدارس، فعدد المدارس المدمرة 260 مدرسة للآن. أمام وضع تخيم عليه آلاف اللاءات (لا ملاجئ لا غداء لا دواء..) وبرود التفاعل الدولي والحس الأخلاقي، فالأطفال فريسة سهلة لبرودة الطقس.

وزيادة في التنكيل بالفلسطينيين، بثت قناة كان الإسرائيلية و”هيئة البث الإسرائيلية” أغنية إرهابية يقدمها أطفال المستوطنين باللغة العبرية، بعنوان “الصداقة”، كلماتها تحرض على تدمير قطاع غزة والقضاء على الفلسطينيين بالكامل، لينعم المستوطنون بالراحة! وبعد ساعات حذفت الهيئة هذا المقطع الإرهابي من منصاتها.
وهذا مقتطف منها:
“مساء خريفي على سواحل غزة
المقاتلات تقصف، دمار، دمار
قوات الدفاع الإسرائيلية تعبر الحدود
اقضوا على حاملي الصلبب المعقوف
لن يبقى هناك أي شيء في عام آخر
سنعود إلى منازلنا آمنين
سنقضي عليهم خلال عام كامل
ثم سنحرث حقولنا..”.

ومرة أخرى صمت دولي، وهو ليس غريبا فكلهم شركاء في الجريمة، كلهم ملطخي الأيادي بدماء الفلسطيين الزكية.
فهل استيقظ النائم الآن، وأدرك حقيقة الشعارات والمفاهيم (الإنسانية، التعايش، حقوق الطفل،..) والعبارات الجوفاء. ما هي إلا أسماء سماها المخادعون، يلبسون على الناس بها، ما أريد بها من حق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى