
إن الذي يحكم فلسطين عبر التاريخ يحكم العالم، فيوم حكم الرومان فلسطين حكموا العالم، وهم الذين أتوا باليهود من فلسطين إلى المغرب في القرن الثاني قبل الميلاد. و ولد المسيح عليه السلام والرومان يحكمون فلسطين.
و يوم حكم المسلمون فلسطين حكموا العالم و لم تخرج من أيديهم إلا في عهد العثمانيين بعد سقوط السلطان عبد الحميد الثاني و انهيار الإمبراطورية العثمانية و إلغاء الخلافة الإسلامية سنة 1924 م. و حين حكم البريطانيون فلسطين حكموا العالم حتى أصبحوا يُنعَتون بكونهم الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، و هم الذين وهبوا فلسطين لليهود و دعموهم بالحديد و النار حتى أقاموا دولتهم سنة 1947 م. فأصبحوا يقومون بعمليات إرهابية ضد الإنجليز أنفسهم يستعجلون خروجهم بعد أن استَتَب لهم الأمر و أصبحوا قادرين بمفردهم على مواجهة ثورات العرب و المسلمين. و يوم حكم الصهاينة فلسطين حكموا العالم عبر الولايات المتحدة الأمريكية و أصبحت إسرائيل بمثابة الولاية الواحدة و الخمسين التي تعمل الولايات المتحدة الخمسون من أجلها دعما و رعاية و حراسة.
و هذا أغرب تحالف في تاريخ البشرية. فإسرائيل تلقى كل هذا الاهتمام رغم أنها ليست جزءًا من الولايات المتحدة. و اليهود معروفون عبر التاريخ بتحالفهم مع الأقوياء، فقد كانوا في البداية يحتمون بفرنسا فلما ضعفت انتقلوا إلى حماية بريطانيا، فلما ضعفت انتقلوا إلى حماية أمريكا.
أما في التاريخ القديم فكانوا يحرصون على عدم الخطأ في اختيار الحليف الأقوى، و إذا حدث أن أخطأوا في اختيار الحليف فإنهم يؤدون الثمن غاليا، كما وقع لهم على عهد بُخْتنَصَّرفي القرن السادس قبل الميلاد حيث وقعوا في الأسر البابلي و عانَوا معاناة شديدة لأن حليفهم انهزم.
و يوم يحكم المسلمون فلسطين من جديد فلن يحكموا فلسطين وحدها بل سيحكمون العالم أيضا مصداقا لأحاديث النبوءات في هذا الباب كقوله صلى الله عليه و سلم : “ليَبْلغنَّ هذا الأمرُ (أمر الإسلام) ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يترك اللهُ بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله هذا الدين، بعِزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل، عِزا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلا يُذل الله به الكفر” رواه أحمد و صححه الألباني
و مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم ، يا عبدالله، هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغَرْقَد فإنه من شجر اليهود.” رواه البخاري و مسلم و اللفظ له.
وهم يزرعون شجر الغرقد بكثرة في أرض فلسطين لعله يسترهم في ساعة العسرة.