رأي

تذكار خاص للجنود

مسرور المراكشي

في العادة قد يقتني أي سائح أجنبي شيء يميز البلد الذي أقام فيه ، وهذا يسمى تذكار السفر الذي يضعه السائح في حقيبته عند المغادرة ، سواء كان هذا السائح من الأجانب أو ابن البلد ، وقد يكون التذكار عبارة عن مزهرية أو لباس تقليدي أو شيء آخر ، المهم لتبقى ذكرى ذاك البلد أو تلك الزيارة مستمرة في الزمان ، بحيث تذكر السائح بتلك اللحظات الجميلة ، التي قضاها في اسواقه أو أزقة المدينة القديمة وغير ذالك ، كما يذكره التذكار بكرم الضيافه عند أهل البلد ، وفي رأي أن أحسن تذكار هو الذي يبقى مع السائح أينما حل و ارتحل ، بحيث يذكره دائما و في كل لحظة بحلاوة تلك الزيارة ، وخاصة إن كان هذا التذكار أصلي غير مقلد ولا مزور ، لأن تقريبا كل المقتنيات قد تضيع أو تكسر وتفقد بريقها بعد حين ، إلا أن تذكار العميد الصهيوني صاحب الإعاقة الدائمة في الصورة أعلاه ، يعد هذا تذكار أصلي سيرافق العميد إلى القبر ، وأنا أضمن له بقاء التذكار سالما لسنين طويلة ، لا يبلى ولا يكسر ولا يتلف أو يسرق ، كيف لا وهو صناعة غزاوية 100 بل100 ، و علامة تجارية مسجلة (صنع في غزة ) ( made in gaza ) ، إنه ياسادة العميد الصهيوني ( كفير ليفي) قائد فيلق الدروع ، في جيش الاحتلال من كتيبة ( جفعاتي) ، وللعلم هي إحدى فرق النخبة في جيش الاحتلال ، وهذا الصهيوني فقد تقريبا كل ساقه بعد انفجار لغم ، وذلك عندما كان مع فرقته في جحر الديك ، وهو ليس الوحيد بل هناك العشرات فقدوا أطرافهم في غزة ، بداية من فقدان الأنف أو العين مرورا باليد و الساق ، المهم زيارة غزة هذه المرة لن تنسى قريبا ، بل ستبقى وشم في ذاكرة هؤلاء الجنود الصهاينة ، فكلما نظر أحدهم إلى المرات تذكر غزة ، وإن شاهد مبارة كرة قدم تذكرها أيضا ، إنها تقريبا 50 يوم من كرم الضيافة الحاتمية ، عند كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية ، وهم أهل لذلك الكرم الطائي الرائع ، كيف لا وهم قد أسروا رهينة رفقة كلبها ، فلقد استفاد هذا الكلب كذلك من كرم ضيافة الكتائب ، فما بالك بسيادة الجنرال و المقدم وباقي جنود بني قريظة ، المهم كل رتب جيش المحتل حاضرة في لائحة الكرم الغزاوي ، بل تعدى ذلك الكرم جيش بني صهيون ، إلى مرتزق إيطالي حيث تم بتر ساقه ، ليعود إلى بلاده إيطاليا بهذا التذكار الدائم ، لقد اعتبر جيش المحتل أن الغزو البري سيكون مجرد نزهة خفيفة ، و ظن الصهيوني نتنياهو أن جيشه قادر على تحقيق نصر ساحق ، والقضاء على حماس بشكل نهائي و تحرير كل الأسرى ، ثم تنصيب (فخامة) الرئيس عباس السابع واليا على القطاع ، لكن عندما تقدم الصهاينة داخل القطاع ، خطوات قليلة في رحلة استكشافية لغزة ، فما كاد وفد السياح الصهاينة يلامس أرض غزة ، حتى وجد كتائب القسام قد نظمت له حفل استقبال ، لقد تم فرش البساط المرصع بألغام من كل الأحجام ، كما تم نثر ورود قذائف الهاون على رؤوس الوفد ، وفي الغذاء كان السياح على موعد مع وجبة شواء لذيذة ، قدمها السيد (كورنيت ) بن الياسين طاهي مطبخ القسام ، وذلك على شرف ركاب مركبة نمر المدرعة ، فكانت رائحة الشواء الشهية تملأ المكان ، وفي المساء كان وفد السياح على موعد مع حفل الشهب النارية ، حيث اشتعلت دبابة المركافه ، و اهتزت طربا على أنغام قذائف الياسين105 ، و انطلقت صواريخ المقاومه تضيء سماء غزة ، ناهيك عن زخات من الرصاص زادت الحفل اشتعالا ، كل هذا الإحتفال كان على شرف وفد بني صهيون ، وإن عاد من جديد سيكون الإستقبال أكثر حرارة وفيه حماس كبير …. ومطبخ كتائب القسام العالمي جاهز ، و لازال في جعبته الكثير من الوجبات الشهية و المتنوعة … وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.
30 / 11 / 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى