رأي

همسة للانصاف

محمد كندولة

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه:” أَوَلَمَّاۤ أَصَـٰبَتۡكُم مُّصِیبَةٌ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَیۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَـٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قديرٌ”
لا يمكن انصافا أن نحمل المسؤولية للحكام فقط بخلفية الصراع السياسي، الموروث عن الثقافة البسارية ،لان اضعاف الأمة، ومواردها البشرية والمادية، وشل طاقاتها، وتجميد مشروعها النهضوي بتفعيل الصراعات الحادة والدموية بينها، كي تبقى ضعيفة، ومن تمةلا تتمكن من مواجهة العدو الصيهوني التي يتقوى يوما بعد يوم على حساب ضعف العرب والمسلمين وتراجعهم ،فهذا عمل ضخم واسترتيجي وراءه خبراء كبار وخطط افقية وعمودية ،ولهذا فليس الحكام هم السبب في كل ما يقع، فالعلماء والمثقفون والدعاة والسياسيون، لهم انصبة في هذه الهزيمة، فكل واحد له نصيب من الهزيمة والانهزام،وكان ينبغي أن يكون لكل واحد نصيب من الجهاد والاجتهاد، فالمثقف العالم ،والعالم المثقف، هم أقرب للخيانة ضعفا واستيلابا ، لأنهم اقدر الناس على تبريرها، لقد احتلت عقولنا، وتغلغل التطبيع فينا منذ نصف قرن فكل الناس مثقفون بثقافة التطبيع، وكل الناس سياسيون، وما التطبيع الثقافي إلا رداء للسياسة. فالتطبيع يصنعنا، نريد أن نغير العالم، ولكن لا نريد أن نغير أنفسنا، نستمتع بمن وسلوى تكنولوجيا التواصل، ولا نعلم انها لا تعطى مجانا،فالامبريالية الصهيونية مازالت ،مستمرة في نشر العوز الاقتصادي، والاحباط النفسي، بالضرب بسوط الديمقراطية، وبخنق الحريات في التعبير والتفكير والاطلاعوالتنقل.
أنشات الجامعات لتخريج طلبة فارغين من الحس القومي والوطني والإسلامي، وعممت شركات الاحتكار لتضعيف المنتوجات المحلية ،ووجهت البحوث،ودعمت الكتب ورفع مثقفون واخفض آخرون.
إذن فالحكام كما العلماء والمثقفون والدعاة هم على أعين الحراس في المراكز والسفارات، فالصهينة غير بعيدة عن الجميع، ولا على حتى الخطيب والمعلم والأستاذ والفاعل المدني في الفضاء العمومي.
ولهذا فمن الإنصاف توجيه اللوم للجميع ولكل المؤسسات الاجتماعية والدينية والسياسية والثقافية.
“قل هو من عند أنفسكم “
صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى