
ليس كل من حضر الدرس الفلسطيني على أرض الطاهرين في بقاع غزة، قد يفهمه ،أو قد يستوعب فوائده ومراميه،فإن المجاهدين لا يبدلون الغالي والنفيس من أجل أهلهم وذويهم، فانهزامهم انهزام للأمة وانتصارهم انتصارهم للأمة(أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) ولهذا فالتاويلات المغرضة والتفسيرات السياسية ضيقة الأفق لا ينبغي ان تطال هذا الجهد الكبير في الجهاد والاجتهاد، فلابد من مقاومة سياسة فتح السفارات وتطبيع العلاقات واستقبال الوفود الصهيونية والاحتفاء بها سياحيا وثقافيا، اقتصاديا وامنيا فلاخير من مجرم لم يرقب في الأبرياء إلا ولا ذمة، كما ان الاستمرار في مقاطعة البضائع المسمومة الإسرائيلية والأمريكية يجب أن يمتد خاصة وقد ظهر للاعيان نجاعة هذا الأسلوب النضالي للقضاء على نجاسة السلع المخلوطة بالدم والدمع، لهذا فيجب أن نشد على كل الدول التي طردت السفراء المغتصبين من بلادهم لأنهم نجس ووبال على الأمم الآمنة المطمئنة،كما يجب على المثقفين العرب أن يصححوا كل ما يروج عن حماس،من كونها حولت المعركة من قضية قومية إلى قضية دينية، فهذا غير صحيح إطلاقا، بل الصهاينة هم من يركبون هذا المركب، الا يحاربون بدعوى حقهم المقدس المزعوم المنصوص عليه في كتبهم المحرفة في هذه القضية. فالمقاومة الفلسطينية تقاوم من أجل الهوية العربية الإسلامية، تقاوم من أجل الأرض والإنسان تقاوم الظلمة، والطغاة والمستبدين كما جميع الدول التي حاربت الغطرسة الامبريالية ،فمن البدع السياسية، أن يقال إن حركة المقاومة الإسلامية تريد إقامة دولة دينية، وأنها لا تعترف بالعالم، ولا بالفصائل القومية الإسلامية والمسيحية، فحماس تعطي دروسا في الجهاد وفي التنسيق والمشاورات، فهي أكثر سمعا لكل المقاومين غير المطبعين وأكثر احتراما لكل الدول والشعوب التواقة للسلم و السلام والحرية والانعتاق، فشعارها، الموت احرارا تحت الأرض لا عبيدا فوقها.
تحياتي.