
أمام ما سبق تقديمه من معطيات في الجزء الأول، فإننا نكتشف الفرق بين ما سمي المحرقة أو الهولوكوست، التي يدعي العالم بعدها أنه تصالح مع أخطائه ولن يكررها، وبين المحرقة التي يقوم بها الغرب بزعامة صهيونية والتي أحرقت كل قطاع غزة!!
ثم نتذكر كيف تعاطى العالم مع قضية أوكرانيا التي أقام لها وأقعد وسعى لمدها بكل السلاح والغذاء، وضغط لشجب العدوان الروسي وإدانته.. ها هو اليوم يصمت مطبقا أمام أضعاف الحرب “الروسية الأوكرانية” التي يمكن اعتبارها متكافئة، بالمقارنة مع جيش صهيوني مسلح أمام فلسطينيين عزل.. ومع ذلك يصفق العالم للمجرم الصهيون ويشد على يده ويمده بالسلاح والعتاد، بل ويعارض مقترح وقف إطلاق النار!!
والمثير أكثر أن الإعلام الدولي يصوب فوهة كاميراته نحو المتابعين عبر العالم، مطلقا وابلا من الأكاذيب والمغالطات التي تزكي الرواية الصهيونية، لعله يحصد بعض التعاطف. وخطابه في هذا ما نظمه الشاعر أحمد مطر:
“يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه،
يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه،
يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه،
فأخرج القانون من متحفه،
وأمسح الغبار عن جبينه،
أطلب بعض عطفه،
لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه،
يقول حبري ودمي “لاتندهش،
من يملك القانون في أوطاننا هو الذي يملك حق عزفه”.
ولكن الحقيقة أبت إلا أن تنجلي عن كل مخدوع أو حالم، إلا عمن بقلبه مرض.
وفي هذا قال الشيخ البشير عصام المراكشي:
“اكتشف بعض الناس في الأسابيع الماضية، أن ثقافة حقوق الإنسان والقانون الدولي خرافة معاصرة، وأن منطق القوة هو المتحكم في الحضارة العصرية!
مرحبا بكم في عالم اليقظة، وليتكم تودعون أحلام الماضي ولا ترجعون إليها بعد انقضاء الأحداث الراهنة”.
إذا فحقوق الإنسان، في الحقيقة هي حقوق الإنسان الأبيض الغربي. أما غيره فمصيرهم الإبادة كلما استدعى الأمر ذلك، والتاريخ لم ينسى بعد إبادة الهنود الحمر.