
مرت احتفالات “الحانوكا” اليهودية منذ أسبوع، في ظل حرب الإبادة التي يخوضها الغرب برئاسة الكيان الصهيوني على غزة.
على أرض فلسطين المحتلة، شهدت اقتحام جنود إسرائيليين لمسجد في جنين وترديدهم أغاني الحانوكا من المنبر، بإشادة من بن غفير. وتصفيق العالم. وهي واقعة ذات صدى عالمي.
وكذا اقتحام المسجد الأقصى من طرف المستوطنين، لتنتهي الاحتفالات بإسعال الجيش الاحتلال سماء غزة بتسع قنابل ضوئية.
وبانتقالنا للغرب، والبداية مع حارسة العالمانية فرنسا، التي احتفلت بالحانوكا مضيئة شمعتها الأولى، في قصر الإليزيه بحضور ماكرون خلال تسليم ماكرون جائزة لمواقفه ضد ما يسمى “معاداة السامية. ووصف رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا إشعال الشمعة بـ”بادرة تدعو إلى التشكيك في مبادئ العلمانية في البلاد”.
ما اضطر ماكرون لتبرير السماح بإقامة طقوس يهودية في الإليزيه، بعد اتهامه بخرق التقاليد العالمانية في فرنسا، التي طالما صرح بحمايتها في كل حدث يتعلق بالمسلمين.
قائلا إنه لا يشعر بأي ندم “على الإطلاق” وسمح بالاحتفال “بروح الجمهورية والوئام”!!
أما ألمانيا صاحبة “الفرن الشهير”، فلأول مرة في تاريخها يضيء المستشار “أولاف شولتس” شمعة الحانوكا على شمعدان عملاق أمام بوابة براندنبورغ الشهيرة في برلين، مرتدياً قلنسوة يهودية، برفقة الحاخام تيشتيل، الذي قال:
“تخيلوا فقط أنه في هذا المكان وقبل عشرات السنين فقط، سار هتلر مع جيشه النازي متفاخرا بقوته وكان واثقا بأنه سينجح في تدمير وقتل جميع اليهود”. مضيفا “لقد ذهب هتلر وجيشه وها نحن اليهود نعود من جديد”، فخورا بـ”أعلى شخصية في ألمانيا، يقف أمامنا مرتديا القلنسوه ويضيء معنا شمعة الحانوكا”.
وبجوارها بولندا، في موقف لقي استحسانا من قبل المتابعين، قام النائب البولندي جرزيجورز براون بإطفاء شموع احتفال الحانوكا في البرلمان البولندي مستخدماً مطفأة الحرائق. قائلا: “إن بولندا يحكمها أشخاص يخدمون دولا أخرى”.
ما تسبب بمقاطعة جلسة رئيسية كان يستعد البرلمانيون للتصويت لمنح الثقة للحكومة الجديدة. ورئيس البرلمان يصف الواقعة بـ”وصمة عار”.
وباتجاه الغرب الأقصى، جو بايدن أثناء احتفاله بالحانوكا بالبيت الأبيض، تحمس بوضوح ووصف نفسه بـ”صهيوني”. قائلا: “ليس من الضروري أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً، وأنا صهيوني”.
أما بانحدرنا جنوبا إلى الأرجنتين، في تجاوز للبروتوكول أثناء تنصيبه رئيسا، وبعد عناق حار بين رئيس الأرجنتين وزيلينسكي الأوكراني، قدم الأرجنتيني لنظيره الأوكراني شمعدان الحانوكا الخاص بأعياد اليهود.!!
الرحلة لم تنتهي هنا، فبعد رصدنا للاحتفالات من فلسطين المحتلة إلى الأرجنتين، حاولنا رصد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الأخبار، التي صبت جلها في نفس المنحى. لنجد السؤال الأبرز والمتكرر؛
“هل هذه الليبرالية والعالمانية التي صدع الغرب رؤوسنا بها؟”
فيما التعليق المتكرر:
“يبدو بوضوح أن العالمانية تعني فصل الإسلام عن دولنا، وإلا فهم لا يفصلون لا مسيحيتهم ولا يهوديتهم عن دنياهم!”
وعلق آخرون عن السباق بـ:
“سباق لإيقاد شمعدانات اليهود في القصور والبرلمانات، لكسب ود الصهاينة”.