ثقافة وفن

همسة شعرية ام الشهداء

محمد كندولة

سأبني قبور أبنائي من الانقاض
وبخط عربي ،سأنقش أسماءهم على بياض..
وسأشعل مواقدي من أوراق الدساتير ،
وبيانات الخزي والعار ..على أنغام زغردة العصافير..
لن أرحل،
لن أرحل،
فأنا أم الصبيان ..ومرضعة الفرسان
ومقرئة حافظات العلم والعرفان .
سأعلم أولادي ..أن الأرض تدور ،
بلا تعاويد ،بلا بخور.. وأن التراب علم ونور..وأن القلم سلاح المقهور.. وأن الاجتهاد فرح وسرور.. وأن الجهاد طريقة عبور .. إلى الجنائن
والأماكن ،حيث الياسمين والرياحين..
ليخلدوا إلى راحة أبدية ،على لحود العظماء ، وأطمار الفقراء .
حاملي اللواء.
أنا أم الشهداء،
أنا نبرة خافتة..أنا الحنين الجارف
أنا الصلاة ..أنا التراتيل ..بلا عويل
أنا كورال النصر ..ونسائم الفجر .
سأحاصر الحصارضد كل جبار .
أنا لن أرقد على سرير الوحشة ،
فجسدي نار ، وذاتي لن تنهار
أمام دماركم ، ورمادكم البارد ،ورصاصكم الشارد،
فجسدي نص، سيقرأ على مر التاريخ
ونصوص أجساد أبنائنا ضدكم،
ضد سلطة المتعة البوهيمية، ضد برنامج المسخ ضد الافناء.

لن تسمعوا تأوهاتي ،
من ألم الهجر والحجر،
وسطوة القهر وحقارة البتر ،
فحريتي وعي، وسفري سعي،
ضد الخراب المتربع على اجسادكم
وثقوب الالغاء والاستعباد الموسومة على وجوهكم .
أنا أم الأيتام
أنا الصمود ، في وجه اللئام ،
فلا تجعلوا مني سيدة الأحزان ، ووريثة الشدائد، عبر الأزمان،
فأنا الزيتونة،أنا حبة القمح
فخبزي أبيض ، ولحني موسيقى العشق الالهي،
أنا لست امراة زئبقية، تجمع بين الشهيق والزفير ،
فأنا قائدة النفير، وقاهرة كل تدمير
بالقحط والجوع والعطش ،
أنا الحناء في أيدي العرائس،
أنا الأمل في قلب كل يائس،
انا سيدة مجدي ،وأم بنتي وولدي.
بشرتمونا بالزوال، والوحشة والإهمال وصنوف الاغتراب، وبليالي الاكتئاب،
فنذكركم أننا نحن الطموح في وجه الألم ، وقاهرو الظلم والعدم.
أنا أم الرضيع، حضن لا يضيع،
فانا الحب ضد العلل ،وانا الشوق ضد الملل، أنا العشق في كل حرف
في كل الجمل.
فاحشدوا ما استطعتم من المتغربين
والمهجرين ،
فقاموسي صهيل ،ومعجمي محراب أصيل.
اما اصواتكم فأنين و وقتكم عذاب لا يلين.
أنا سيدة جميع السواد،
وحليبي كله للأولاد ،وسمي لكل الأوغاد ،واشباه الأسياد .
ساجر كل الأحياء، وكل الجبال، والاجيال،وكل الأشجار وكل القلاع
إلى أرضي، أرض الأحفاد.
انا الصلاة عندي بعد الحزن وظيفة ،
والجوع بعد النصر شهية عفيفة،
أنا فلسطين،الأبية،
أنا غزة، العصية .
سأبني البيوت و الضياع، بعد الخراب
لكل الاحباب .
أنا أم الأيتام
أنا أم الشهداء
أم العظماء.
أنا فلسطين.
أنا غزة .
أنا القدس.
عاصمة الشهداء
والايتام.
مهد السلم والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى