رأي

أطفال بلا طفولة

محمد كندولة

صورة الطفل ذكرا ام أنثى في القرآن الكريم صورة رائعة ومحفزة على الإنجاب والتربية، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى، الطفل بثلاثة صور، زينة، هبة، وفتنة،
كونه زينة قال تعالى:”ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ أَمَلࣰا.
كونه هبة من الله قال تعالى:” لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ یَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ إِنَـٰثࣰا وَیَهَبُ لِمَن یَشَاۤءُ ٱلذُّكُورَ ، أَوۡ یُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانࣰا وَإِنَـٰثࣰاۖ وَیَجۡعَلُ مَن یَشَاۤءُ عَقِیمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِیمࣱ قَدِیرࣱ .
وكونه فتنة، قال تعالى: ” وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُكُمۡ وَأَوۡلَـٰدُكُمۡ فِتۡنَةࣱ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥۤ أَجۡرٌ عَظِیمࣱ”
والفتنة من فتن يفتن،انشغل، ينشغل، والتربية شغل وانشغال، ونقول فتن الصائغ الذهب ضياغة، بمعنى اذابه اذابة، ليصنع منه حليا للزينة. ولهذا فالتربية مثل صياغة الذهب للزينة، والأطفال الصالحون هم هبة من الله وزينة البيوت.لكن مع الاستعمار الذي مارس كل أنواع الحرب على الامة الإسلامية، انتج اطفالا بلا طفولة، أي يعيشون تحت الدمار، والحصار، والتطويق الإعلامي، والاختراق الثقافي، فقد أكدت اليونسيف،أنه بسبب الوضع المعيشي الصعب، وازدياد نسب التسرب الدراسي،فإن أطفال الذين يعيشون في الحروب كما في فلسطين والعراق وسوريا، وكما كانت جميع الدول المستعمرة، يمتهنون اعمالا رغم حداثة سنهم، كتصليح السيارات، ودباغة الجلود، والنجارة والحدادة، وبيع السجائر، وغير ذلك، فيلاقون في الشارع وفي المعامل شتى أنواع الضرب والشتم مع الألفاظ البديئية،وقد يتعرضون للاعتذاءات الجنسية تحصل إلى الاغتصاب، إلى جانب ذلك يقاضون اجورا زهيدة، لا تناسب الساعات الطوال التي يقضونها في الورشات، الشيء الذي سبب ويسبب لهم اعاقات مبكرة جسديا ونفسيا.
زد على ذلك فغالبيتهم يدمنون على التدخين، وشرب الخمور..
نخلص أن الحروب والحصار والدمار الذي تمارسه الامبريالية الجشعة، عوقت الكثير من الآباء والابناء، الذين كانوا مسؤولين عن اعالة أسرهم، ليمتهنوا اعمالا حرة بدخل زهيد لا يكفي الأسرة في الغذاء والدواء.
والحصيلة فالاطفال الذين كان ينبغي أن يكونوا زينة البيوت اصبحوا، يتركون الدراسة، الشيء الذي رفع من عدد الاميين والمختلفين، اجتماعيا وثقافيا،
ولهذا فالامن والاستقرار يساعدان على الإنجاب، والتربية والتتشئة الاجتماعية المفضية إلى السعادة الأسرية والاجتماعية،فالاطفال رأسمال كل بلد والاحمق هو الذي يضيع راسماله.
تحياتى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى