
شريط متداول للدكتور عدنان إبراهيم على موقع يوتوب ينكر فيه أحاديث خروج الدجال في آخر الزمن؛ وقبل إيراد شبهته ونقضها نلفت نظر القارئ أن إنكار عدنان إبراهيم للسنة وتشكيكه في أحاديث الصحيحين ليس وليد اليوم بل داك دأبه منذ سنوات في سياق حملة عالمية تستهدف الصحيحين كما نص على ذلك تقرير مؤسسة راند الذي يعتبر أهم مراكز الدارسات الاستراتيجية الأمريكية، ويعدّها البعض “العقل الاستراتيجي الأمريكي”، وهي الذراع البحثي شبه الرسمي للإدارة الأمريكية.
في تقديرنا أن استهداف السنة النبوية بدأ في العصر الحديث مع حركة الاستشراق ثم مع تلاميذهم العرب والآن نعيش مرحلة ثالثة تتسم بإثارة الشبهات حول الصحيحين البخاري على وجه الخصوص باعتباره أصح مرجع ديني بعد كتاب الله لدى المسلمين حظي بإجماع علمائهم على مدى العصور بسبب المنهج العلمي الدقيق الذي وضعه الإمام البخاري في تمييز الصحيح من الضعيف في ما نقل من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته والتي غطت كل المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية والأخلاقية..
عدنان إبراهيم في إنكاره لأحاديث الدجال أو نزول المسيح عيسى في آخر الزمان يقع في معضلة كبيرة ذلك أن هذه الأحاديث ليست صحيحة سندا فحسب بل هي متواترة أي أنها في أعلى درجات الصحة والوثوقية شأنها في ذلك شأن آي القرآن الذي وصلنا بالتواتر؛ وإذا كان منهج علماء الأمة الجمع بين النصوص التي تبدو متعارضة بتأويلها بما يسمح به قانون اللغة فإن عدنان إبراهيم يجتهد في إبراز التعارض بين صحيح السنة والقرآن لإسقاط السنة وزرع الشكوك في أذهان متابعيه بشأنها تمهيدا للتخلي عنها وهي الدستور العملي في حياة المسلم الذي يقتدي بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويتخذه أسوة..
أحاديث خروج الدجال في آخر الزمان كثيرة مستفيضة، بلغت حد التواتر القطعي؛ ولهذا يقول الكتاني: “ذكر غير واحد أنها واردة من طرق كثيرة صحيحة عن جماعة كثيرة من الصحابة، وفي التوضيح للشوكاني منها مائة حديث، وهي في الصحاح والمعاجم والمسانيد، والتواتر يحصل بدونها، فكيف بمجموعها؟! وقال بعضهم: أخبار الدجال تحتمل مجلدات، وقد أفردها غير واحد من الأئمة بالتأليف”، كما جعل العلماء الإيمان بأحاديث خروج الدجال من جملة اعتقاد أهل السنة والجماعة، وضمنوها كتبهم.
الشبهة التي يدندن حولها عدنان إبراهيم ومن نحا نحوه في رد خبر الدجال مفادها أن الله يؤيد رسله بالآيات والمعجزات لتثبيث الإيمان في قلوب أتباعهم وإقامة الحجة على من عاداهم بينما أحاديث الدجال تفيد أنه شخص مؤيد من الله بمعجزات وآيات لإضلال الناس وهذا مناقض لما يقرره القرآن؛ وقبل أن نبين تهافت هذه الشبهة نثير الانتباه أن عدنان إبراهيم يستند في تحليله على حديث ضعيف فيه أن مع الدجال ملكان في صورة نبيين كريمين يؤيدانه ومعلوم أن الملائكة تنزل بالحق لا بالباطل..!
كل الأحاديث الواردة في الدجال تحذر الناس من فتنة عظيمة في آخر الزمان عنوانها شخص يدعي الألوهية مؤيد بخوارق لكن عليه علامات تدل على كذبه؛ فبين عينيه مكتوب كافر يقرأها كل مؤمن؛ والظاهر أن الدجال يخرج في آخر الزمن حيث يرفع العلم ويثبث الجهل وينشغل الناس بالشهوات وتظهر الشبهات فيبتليهم الله بالدجال فتنة لهم ليميز الخبيث من الطيب؛ فمن علم أن الله ليس كمثله شيء وأن أحدا لا يراه في الدنيا حتى موسى الكليم عليه السلام لما سأل الرؤية وتجلى ربه للجبل جعله دكا فخر موسى صعقا..
فإذن المؤمن الراسخ في العلم لا تضره فتنة الدجال؛ ثم إن مكث هذا الأخير في الدنيا قصير لا يلبث أن يبعث الله سيدنا عيسى عليه السلام فيقتله بباب لد كما صحت بذلك الأحاديث فيتبين للناس دجله إذ لو كان إلها لم يهلك..
ثم ليس الدجال الأعور أول من سيدعي الألوهية بل سبقه دجالون فتنوا الناس عن الحق بادعائهم الألوهية ولعل أشهرهم فرعون الذي حكى عنه القرآن (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) فالله أرسل إليه نبيا كريما لإظهار فساد دعواه فكانت فتنته تمييزا لأهل الحق عن الذين استخفهم فأطاعوه..
وتكرر هذا أو قريبا منه مع أصحاب الكهف ومع أصحاب الأخدود..
وفي كل زمان يظهر طغاة جبابرة يغيرون شرع الله ويفتنون الناس عن دينهم وكل ذلك بقضاء الله وقدره ليميز الخبيث من الطيب؛ قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ؛ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
خروج الدجال حق أنذره كل نبي قومه وحسبك أن الخبر به متواتر..
عدنان ابراهيم أخفق في دراسة الطب.
درس الشريعة في كلية الامام الوزاعي في لبنان.
اخذ شهادة الماجستير بعنوان ”عمر السيدة عائشة عندما بنى بها الرسول“.
قدم بحثه للدكتوراة (سنة 2014) تحت عنوان ”حرية الإعتقاد في الإسلام ومعترضاتها“.
عناوين كهذه لا يجرؤ عليها إلا من باع دينه بعرض من الدنيا قليل.
ما ظنك بمن ينتقد الفتوحات الاسلامية ويصفها بالعدوانية ويقول «طلب الجزية تضييق على الاقليات»
أقواله وأفعاله تدل على أنه ممن يحاربون الإسلام من المنبر.