رأي

حكاية السنوار وطائر النار (2)

مولاي اسماعيل العلوي

في اليوم 101 من العدوان

هذه حكاية بعد النوم للأطفال، نرويها باختصار شديد للأجيال، ولا بد من الإشارة إلى أن الأحداث الواردة فيها هي محض خيال، واختيار أسماء الشخصيات كان لغرض درامي وإبراز للأبطال، ونعتذر عن الاختصار المخل فما خفي أعظم وما كل شيء يقال !
ودوام الحال في الدنيا محال
والحمد لله على كل حال

بعد النكبة جاءت النكسة وفشلت الانظمة العربية بمعسكريها في الانتقام، فبعد فشل “عرب أمريكا” كان الأمل معقودا على اليسار التقدمي لتحقيق الأحلام، لكن الاتحاد السوفياتي لم يقدم لرفاقه إلا خردة الأسلحة والنصح بالتأني وعدم الإقدام، فهو قد ساند قرار التقسيم وسمح بالتهجير وصوت صراحة ضد حق العودة فخذل حلافاءه وأتباعه والسلام، وهكذا شجعت الدول العظمى اليهود على استثمار هزائم العرب ونشر الاساطير والأوهام..
فإذا كان “جيش الدفاع الإسرائيلي” قد هزم كل الأنظمة العربية، وأحرز انتصارا ساحقا على أقوى “زعيم” في المنطقة العربية، فإنه بذلك قد قام بِكَيّ وعي كل قادة العرب وقطاعات واسعة من الجماهير العربية، فقد فشلت أمامه المعسكرات اللبرالية الغربية واليسارية القومجية الشرقية، فتم ترويج أنه “الجيش الذي لا يقهر” بل هو القاهر لكل الجيوش النظامية العربية..
لم تفلح الانظمة العربية في محو العار، فتم تغيير الوجهة لعلها تجبر الهزيمة والانكسار، فتحمس العرب وكذا الزعيم لإنشاء ودعم منظمة فلسطينية للثوار، تضم كل الفصائل وتنسق الجهود وتوحد الهدف وصنع القرار، وبعد حين من انطلاقتها نحو هدف التحرير -عبر الكفاح المسلح- برز الزعيم الختيار والقائد المغوار أبو عمار..
وقبل الانتقال من الأنظمة الرسمية إلى الفصائل والكتائب والمنظمات، لا بد من العروج على حرب رمضان الفضيل وما خلفته من إنجازات، فقد فاق التخطيط الجيد والتنفيذ الدقيق كل التوقعات، إذ حققت الجيوش العربية هجوما نوعيا مفاجئا عبر الطائرات والمدفعيات وفتح الثغرات، وكان أداء الجيوش المقتحمة مشرفا بتسجيلها أروع الانتصارات..

فقد فعلها الجيش المصري والسوري وتم الاقتحام، وتمت مفاجأة العرب للعدو بتجاوز خط بارليف وتم الانتقام، واستعاد لنا الهجوم هيبتنا وأنسانا نكسة الستة أيام، فقد كانت المبادرة من جيوشنا العربية التي نجحت في المباغتة والالتحام، وعمت الضربة العربية لـ”إسرائيل” جرائد العالم ووسائل الاعلام..
وللأسف، لم تكتمل الفرحة لدى الجماهير العربية، فقد دب الخلاف بين اللواء الشاذلي مبدع خطة “المآذن العالية” والسيد أنور السادات رئيس الجمهورية المصرية، فبعد اختراق شارون لصفوف الجيش المصري الثاني والثالث بين الضفتين الشرقية والغربية، أراد سعد ان يرد بإعادة انتشار لواءين في مناورة ذكية عسكرية، ولكن السيد الرئيس كان له رأي آخر فرفض تلك العملية، وأمر الجنرالات بالتقدم مساندة لزميله حافظ في الجبهة السورية، فقامت القوات بشن هجوم على العدو بدون أي غطاء جوي مناسب فكانت النتائج كارثية..!
فبعد أن أبدع اللواء عملية هجومية نوعية وسجل أروع الانتصارات، رأى السيد الرئيس ان يبعده من العمل العسكري إلى الديبلوماسي وشغله بالسفارات، وفي غضون ذلك التقى رئيس وزراء العدو بالسيد الرئيس أنور السادات، وما كان من اللواء إلا أن عارض اللقاء وهاجر ونشر في كتابه كل المعلومات، فحوكم غيابيا بتهمة إفشاء الاسرار وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات..!

يُتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى