
هذه حكاية بعد النوم للأطفال، نرويها باختصار شديد للأجيال، ولا بد من الإشارة إلى أن الأحداث الواردة فيها هي محض خيال، واختيار أسماء الشخصيات كان لغرض درامي وإبراز للأبطال، ونعتذر عن الاختصار المخل فما خفي أعظم وما كل شيء يقال !
ودوام الحال في الدنيا محال
والحمد لله على كل حال
أسست الحركة جناحا عسكريا لمواجهة الغزوة الصهيونية، وتدرجت في مواجهة العدو من الحجر والمقلاع والسكين والدهس إلى العمليات الاستشهادية، وأبلت البلاء الحسن في كل من الانتفاضة الأولى والثانية، واقتحمت المستوطنات في كل من قطاع غزة والضفة الغربية،
تفننت كتائب القسام في صنع الصواريخ التي وصفها خصومها في البداية بأنها “عبثية”، ولكنها تطورت بل نجحت في صنع طائرات حلقت فوق وزارة الدفاع الإسرائيلية، وقصفت تل أبيب وحيفا ومفاعل ديمونا بتلك الصواريخ المحلية، وها قد اقتحمت معسكرات العدو برا وجوا وعن طريق الغوص تحت البحر بوحدة الضفادع البحرية، اقتربت الحكاية من النهاية وها هي ذي البقية :
بعد ضربة القرن البطولية تداعى أكابر المجرمين في العالم وصناديد الطغيان، فتولى بايدن فجمع حِلفه من الفرنجة والروم والجرمان، إذ سارعت بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا لدعم الكيان، فقد شعر اليهود بالتهديد الوجودي فهبّ قادة الغرب لإنقاذهم بقيادة الامريكان، وهاهم يسارعون جميعا لنجدة الكيان الجبان قبل فوات الأوان..
جاء الشيطان الأكبر بأكثر أساطيله البحرية فتكا واضخم حاملة للطائرات، فدفع بـ”أعجوبة البحار” العملاقة “فورد” التي تعمل بالدفع النووي لتبحر مدى غير محدود من الكيلومترات، فهي تضم ترسانة صواريخ تستهدف الطائرات والمسيّرات، كما ترافقها سفن مدمرة مزودة بالكثير من القدرات، كطراد الصواريخ الموجهة نورماندي وأخرى مضادة للغواصات، إنها الأكبر والاضخم في العالم، عليها 5000 بحار مع تشكيلة من أسراب الطائرات والطرادات والمدمرات..
وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي للولايات المتحدة الامريكية: إن حاملة الطائرات “رسالة ردع” لأي دولة أو مجموعة مناوئة تفكر في تصعيد النزاع بين “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية، وكذا التأكد من أن الدولة العبرية لديها القدرة على الدفاع عن نفسها في وجه (حماس) “الإرهابية”، ولمزيد من إدخال الاطمئنان على الدولة المرعوبة فهي تتوصل يوميا بشحنات من الأسلحة الأمريكية، فحجم الدعم السياسي والمساعدات العسكرية يعكس مقدار الاهتمام الذي توليه “البلد الأم” لبنتها اللقيطة التي تجمعها بها علاقة استراتيجية، وإذا كانت لندن قد ارسلت طائرات تجسس وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، فقد ساهمت ألمانيا أيضا بطائرتين مسيّرتين إضافة إلى تزويد دولة الاحتلال بذخائر السفن الحربية.
هبّ الجميع لمساعدة الكيان الصهيوني وإنقاذه من التهديد الخطير، وهدفهم المركزي ردع “محور الشر” كما سماه مجرم الحرب بوش الصغير، ومَنع “إسرائيل” من الانهيار ودعم استعادة حلمها بالشرق الأوسط الجديد والقرن الافريقي الكبير، وقمع فكرة المقاومة والممانعة وكل من يؤمن بالحرية وحق الشعوب في تقرير المصير، فقد جاؤوا جميعا لنصرة اليهود الظالمين ولن ينفع الظالمَ داعمٌ أو نصير..
ردا على العربدة “الصهيو -أمريكية” ووحشية العدوان، قرر محور المقاومة والممانعة، الذي يجمع بين غزة وبيروت واليمن والعراق وطهران، أن يواجه الظلم ويساعد الشعوب الصامدة والمقاومين الشجعان على استرجاع السيادة والكرامة وتحرير الأوطان، وهكذا وحد المحور الساحات والجبهات والتحق مبكرا بمعركة الطوفان..
كان حزب الله في لبنان أول المساندين، حيث باشرت المقاومة الإسلامية بضرب كافة مواقع العدو على طول الحدود مع فلسطين، وقام العراق بإسناد غزة بمهاجمة القواعد الامريكية في العراق وسوريا وشكل تهديدا حقيقيا ضد عسكريين أمريكيين، أما اليمن فقد أثار جنون أمريكا واستدعاها لإنشاء “تحالف دولي” شاركت فيه البحرين! ولكن محور المقاومة يرى أن أمريكا وكيانها المرعوب أوهن من بيت العنكبوت وسيبقى في مرمى المقاومين..
خرجت علينا أمريكا مجددا بتحالف “حارس الازدهار”، كما سحبت حاملة الطائرات “جيرالد فورد” وأعادت الانتشار، ولكنها ساهمت بكل قوتها في محرقة غزة وشاركت في المجازر المروعة ونشرت الدمار، ولكن الحاضنة الشعبية بقيت صامدة صاعدة من الرماد كطائر النار، وهو ما سنختم به هذه الحكاية مع القائد المغوار يحيى السنوار
يُتبع
رائع