ثقافة وفن

احك يا شكيب : نساء تحت الشمس

شكيب مصبير

في زماننا هذا زمن الخيانة ، برزت للوجود ظاهرة أثارت انتباهي و انتباه كل من لفتت نظره ، بروز نساء بشكل مفاجئ اتخذن قرار متابعة دراستهن ، منهن من حصلن على شهادة الباكالوريا و تابعن دراستهن الجامعية ، و منهن من حصلن على شهادة الماستر و بعدها على شهادة الدكتوراه ، و منهن من نفضن الغبار عن دبلومات مهنية و شواهد عليا مهملة ليلجن سوق العمل من بابه الواسع ، و كثير منهن من كان السبب في ذلك خيانة زوجية و ليس عوز و لا فاقة.
فبعد اكتشافهن لخيانة أزواجهن ، كان القرار ليس هروبا سلبيا و إنما هو هروب خطوات إلى الامام نحو فرض الذات و إحراز استقلال مادي يمكنهن من تحقيق ذواتهن و الاستعداد لما يمكن أن يستقبلنه في مستقبل الايام أو الشهور أو السنين من طلاق جائر ظالم ، و يكون فيها الزوج منتصرا لنخوة و أنفة و رجولة مزيفين ،
نعم أولئك النساء ولجن عالم الدراسة بجميع أسلاكها وأبدين تفوقا قل نظيره و اشتغلن و فرضن وجودهن و تميزهن ، في حين أن الزوج الخائن عوض تصحيح خطئه ، أخذته العزة بالإثم و ركب رأسه و تزوج ثانية تاركا شريكة عمره مثقلة بأولاد و مسؤولية و حمل ثقيل ، فكان منها التحدي و كان النجاح حليفها رغم ازدواجية المسؤولية وقلة ذات اليد ، و الامثلة على ذلك كثيرة ،
زوج تزوج خادمة ، و آخر تزوج من أسماها بحب قديم ، و آخر تزوج من هي في سن أحد أبنائه … و جلهم من قبل كانوا ملوكا في بيوتهم، و بعد الزواج الثاني أصبحوا يقومون بأعباء البيت التي لم يكونوا يقربونها ، بل أصبحوا يهتمون بشؤون أطفالهم من مرافقتهم إلى المدارس و انجاز التمارين معهم ، و جلب مستلزمات البيت من خضر و تموين …و جلهم نسوا بأن لهم أولاد مع مفارقة بل إمعانا في التضييق عليها و على أولادهما أصبحوا يماطلون في أداء النفقة ، و جلهم شعروا بالندم الذي فات أوان إصلاح ما أفسده سلوكهم النشز و ما أفسدته خياناتهم ،
فكل التحية لكن أيتها الشريفات العفيفات اللواتي اقتحمن ميدان التعلم و سوق الشغل فأظهرن مهارات عالية و تحد قل نظيره …
هنا تكون حكايتنا قد انتهت في انتظار حكاية جديدة
محبكم ذ شكيب مصبير

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اشكركم سيدي عن هذا المنشور القيم و الهادف و عن ما تقدمتم به من عبارات تقدير و مدح للمرأة المتعلمة، العاملة، المثابرة…

    انا في الحقيقة لا أجد هذا المنشور مجرد حكاية، بل نبدة من الواقع المعاش و يجب أن يكون عبرة في زمن تلاشت فيه المبادء و القيم، و أصبحت فيه “المساواة بين المرأة و الرجل” سلاحا فتاكا يهدم كل علاقة زوجية أو مشروع زواج…

    و لكن حبدا لو لم تنحصر الحكاية في ” المرأة المطلقة التى تعرضت للخيانة”.

    في انتضار حكاية جديدة…لكم منى سيدي كل التقدير والاحترام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى