رأي

شفيق لعرج يكتب :خدعوك حين أشغلوك بالتقاشير(الجوارب)

شفيق لعرج

حين ضاعت بوصلة الحق عند كثير من طلبة العلم أصبح الكثير منهم يسدد سهامه السامة و لسانه الحاد نحو العلماء المخالفين له في مسألة المسح على الجوربين، سواء كان ممن يقول بجواز المسح، أو من يقول بمنعه، وأصبح يكشف مدى البغض الذي يحمله في قلبه لمن يخالفه في هذه الفرعية البسيطة التي لا تستحق كل هذا اللغط، بل أصبح البعض يحكم على مخالفه بالنار، وبالكفر، وبعدم جواز الصلاة وراء من يمسح على الجوربين، لكون وضوئه باطل ومنه بطلان صلاته، وكل يتهم الآخر بالتعصب، وكلاهما في الحقيقة واقع فيما ينكره على الآخر، فأصبح القوم يتشبهون بقول النصارى واليهود حين قال الله عن مقالتهم: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ “البقرة 113.
والغريب أنك تجد هؤلاء المتعصبين للتقاشير يستعملون كل ألفاظ الأدب والاحترام باسم الحكمة والموعظة الحسنة مع من يدعو إلى نبذ الشريعة، أو إلى تعطيل أحكامها، من أحفاد أبي جهل وأبي لهب، واحفاد قوم شعيب ولوط.
وقد سبق لي قبل شهر ضمن سلسلة “فقه الشتاء” أن خصصت خطبتين للخلاف الواقع في مسألة المسح على الجوربين و بينت أقوال الفريقين وحذرت من التعصب والنزاع في المسألة، وبينت ان الأمر واسع، فمن رأيناه يمسح لا ننكر عليه، ومن رأيناه لا يمسح لا ننكر عليه، وإنما يمكن التناصح فقط بفعل الأولى، فمن يرى الأولى هو الخروج من الخلاف والاخذ بالعزيمة في عدم المسح، فيمكنه أن ينصح بعدم المسح دون تعصب، ومن يرى الاولى هو الاخذ برحمة الشريعة وسعتها وعدم التشدد والتكلف، ويرى الصلاة في وقتها أهم من تأخيرها عن وقتها بسبب اعتذار الكثيرين بمشقة غسل الرجلين، فينصح بالمسح دون تعصب.
●فنصيحتي لجميع طلبة العلم المتخصصين أن يلتزموا الأدب في نقاش المسألة، وأن يحفظوا كرامة علمائهم السابقين واللاحقين.
●أما العامة فنصيحتي لهم أن يلتزموا الصمت وعدم نقاش ما ليس لهم به علم. وأن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون، ويعملوا بما أفتاهم به من يثقون بدينه وعلمه سواء بجواز المسح أو عدم جوازه ولا يكلفه الله أكثر من هذا.
كتبه العبد الفقير إلى ربه شفيق لعرج 18 رجب 1442 الموافق 02 مارس 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى