
الزلزال الأول المسمى بالربيع العربي الديمقراطي أطاح بخمس رؤساء دول في المنطقة(رؤساء مصر وتونس وليبيا واليمن والسودان) وأعطب الجزائر وترك أثره بالمغرب..!
أما الزلزال الثاني فهو طوفان الأقصى الذي نعيش على إيقاع تردداته التي لم تنته بعد..!
هما حدثان ضخمان بالمقياس السياسي والاقتصادي والثقافي، وسيكون لهما ما بعدهما على بنية النظام العربي وعلى العقل العربي..
نستشرف مستقبلا بتحولات إيجابية على هذه البنية التي استعصت على الإصلاح وحافظت على موروثها الاستبدادي منذ قرون..!
لقد تم ضرب عمق البنية الاستبدادية للوطن العربي وبعنف..
الزلزال الأول استهدف النظام الأوليغارشي، والزلزال الثاني يضرب أقوى أجنحة هذا الاستبداد المتمثل في القاعدة العسكرية للنظام الامبريالي في الشرق الأوسط، فلم يعد يخفى على أحد أن الاستبداد يغذي هذه القاعدة التي تمده بدورها بأحد أهم شريان الحياة..!
نحن إذن إزاء واقع جديد يتشكل والمفروض أن تلتقط قوى التحرر والاستقلال هذه اللحظة لتوجهها الوجهة الإيجابية حتى لا نضيع فرصتنا وموعدنا مع التاريخ..
لقد حاولت قوى النكوص والثورة المضادة أن تحول الربيع العربي الديمقراطي إلى خريف لازالت أوراقه تتساقط في سوريا، لكن طوفان الأقصى جاء ليعيد ترتيب الاوراق لمصلحة شعوب المنطقة،وبما أن الشرق الأوسط هو قلب العالم النابض فربما يحمل هذا الطوفان معه بشائر لشعوب العالم..
إن المتأمل فيما يجري لا تخطئ عينه أن هناك إرادة إلهية عليا تبعث روحا جديدة في هذه الأمة المطوقة بواجب الشهود الحضاري لتقوم بفريضة البلاغ بالرسالة الخاتمة باعتبار مركزيتها في أي إصلاح يرتجى.