
في شهر رمضان الابرك تزداد نسبة المتابعين للأعمال الفنية، فتصول الدعاية وتجول، في الصحف والمجلات، والاذاعة والتلفزة، والانترنيت، لتحليل المنتوج الفني، وتفسير محتواه بالتصفيق والتشويق ، والاشادة بالابطال من الفنانين والمنتجين والمخرجين .
فالأسرة المجتمعة في هذا الشهر ترنو إلى التحقق بالتقوى، والفوز برضا الله سبحانه وتعالى، لا تحبذ أن يظهر المسلم في الأعمال الفنية سفاحا ولا شاذا ولا نباحا ولا غير متخلق ، ولا تريد أن يحصر الإسلام في النطق بالشهادتين، ولا تجعل الصلاة موضة،والصوم سببا في اضعاف الإنتاجية ،والجهاد عنتريات قديمة ، ولا يختصر الإلتزام الإسلامي فيما هو اجتماعي سببه تفكك في الأسرة بتعاطي الاب للسكر، أو بسبب الأم المعدمة، أو الأخ المدمن.
فالمجتمع المسلم، لا يتستصيغ أن يكون النصب والاحتيال والتزييف أساس المعاملات، ولا يقبل بالعري والتحلل، والشذوذ و التفسخ، كضرورات عصرية،تفرضها الحداثة وتقويها المعاصرة.
الأسرة المسلمة لا توافق أن تصور المحجبة تصويرا معاكسا لمقاصد اللباس في الشريعة الإسلامية، فالحجاب ليس سببا في الانحطاط والتخلف والسفالة الخلقية، ولا ينبغي أن تصور المحجبة وهي تمارس الشعوذة والسحر، أو وهي تتحايل للوقيعة بين الناس بأسلوب غير لائق، وهي تتلو القرآن الكريم، أو وهي تكبر بإسم الله الرحمن الرحيم، أو تستغفر من الله العفو الغفور.
كما أن الصرح العلمائي والحصن الوعظي، والسور الإرشادي، لا يقبل تصوير العلماء والخطباء والوعاظ في مواقف فجة،قبيحة المنظر ، سطحية في التواصل والمخبر،ولا يقبل التجرؤ على الفتوى، ولا نكران ماهو معلوم من الدين بالضرورة، فلا لتحليل الربا، والمعاملات الربوية، ولا للترويج للقروض الظالمة المستنزفة لدماء الأسر الفقيرة والمعدمة، كما لا يقبل من الاشهار والدعاية أن يعتمدا مصطلحات دينية و خطابات إسلامية لترويج المنتجات وذلك لتقوية العقيدة الاستهلاكية.
إن النموذج الديني الذي يجب ان يعرض على الصائمين و الصائمات هو الإسلام الصحيح، لا النموذج الغربي المنحل، المعتدي على ثروات الناس في كل مكان.
النموذج الغربي الذي جعل من محاربة الإرهاب طريقا لمحاربة الإسلام شكلا ومضمونا في اوعية الأفلام الإباحية والمسلسلات الدرامية الخليعة، والصحف والمجلات التي تصور المسلم سفاحا شرسا ولصا ناهما وجاهلا معدوم الضمير.
فالاسلام غير هذا، وصورة المسلم غير هذه، ولا خطر من هذا وذاك، فإن الخطر آت من ذوي الاطماع والشرور،ومن داعمي الاستبداد والاستعباد، من أصحاب الخلفية الثقافية الحقودة الداعمة للكتاب والمنتجين والمخرجين المثابرة في تصوير أفلام الدعارةالثقافية والسياسية، والتي تتلقى دعما يسعد به كل العاملين في إنتاج المشاهد الفنية والثقافية.
فلا ينبغي في الاخير الاعتداء على المقامات المقدسة عند المسلمين: مقام الله سبحانه وتعالى، ومقام الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقام القرآن الكريم و السنة المحمدية بإلباس الأجساد الفنية اردية الفسق والفجور وثياب السخرية للاستهزاء من العبادات والمعاملات، كما تريد الأسرة المسلمة دعم الانتاجات الراقية بالدعاية لها، و بعرضها في الأوقات غير الميتة لعلها تسهم في نشر العدل والحرية والمساواة والنزاهة، ولعلها تديم على أمتنا الأمن والأمان والرخاء والسلام، والمودة والوئام، والامل واليقين في الله رب العالمين، فالفن إتقان ، والاتقان إحسان، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وقيمة المرء فيما يتقن، وقيمة الأمة في حضارتها.
والسلام