رأي

.. النفاق درجات ..!!

مسرور المراكشي

قد يقول البعض إن النفاق هو هو، نعم هذا صحيح إلى حد ما، لكن ومع ذلك هناك اختلاف في رتب المنافقين، كما تختلف رتب ضباط الجيش، حيث تكون رتبة أعلى من أخرى مثلا : ( ملازم ثم رائد ثم مقدم و عقيد…)، وهكذا يأتي تصنيف المنافق كذلك حسب درجة خطورته على الأمة، إن مناسبة الحديث عن عالم النفاق والمنافقين، هي محرقة غزة و دور المنافقين في استمرارها، إذا كانت الجنة درجات فإن جهنم كذلك دركات، ونظرا لخطورة هذه الفئة من البشر، فقد توعدهم الله بأقسى أنواع العذاب، قال تعالى
: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) (145)، متجاورين بذلك حتى الكفار وهذا يبرز خطورة دورهم، لانهم يخربون من الداخل يتكلمون لغتنا و لهم أسماء عربية، لقد عرقل منافقو السلطة الفلسطينية مفاوضات الدوحة، التي جرت بين حماس والعدو الصهيوني بوساطة قطرية، حيث عارضت السلطة بشدة خروج المناضل مروان البرغوثي، مما أدى إلى فشل صفقة تبادل الأسرى، لقد ذكر الله دور المنافقين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم بلا شك مجرد تلاميذ عند مقارنتهم بمنافقي اليوم، وسيأتي تبيان ذلك في ما يلي : لقد خلد الله خيانة منافقي المدينة المنورة و فضحهم، حيث نزل فيهم قرآن يتلى إلى يوم الدين، قال الله تعالى : ﴿ ۞ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ سورة الحشر آية 11، سبب نزول هذه الآية هو حصار الرسول لبني النضير عندما غدروا به و نقضوا العهد، لقد وعد زعيم المنافقين في المدينة عبد الله بن أبي بن سلول يهود بني النضير المحاصرين بنصرهم والوقوف معهم مهما يكن، ثم خذلهم بعد ذلك ولم ينصرهم مكتفيا بمراقبة المعركة من بعيد، وشهد الله أن منافقي المدينة كاذبون فيما وعدوا به من نصرة، حدث هذا الأمر منذ أزيد من 1400عام، لكن اليوم انقلبت الأمور رأسا على عقب، حيث أصبح من كان محاصرا بالأمس هو من يحاصر اليوم..!!، وإن كان كبير المنافقين في المدينة عبد الله بن أبي بن سلول قد نكث بوعده لبني النضير المحاصرين آنذاك، فإن أحفاده اليوم قد ( صدقوا ) ما عاهدوا..!!، وما قصروا في نصرة بني النضير نسخة 2024 المنقحة و المزيدة، لقد فتحوا لهم طريقا بديلا عبر الصحراء العربية، عندما تم حصارهم في البحر الأحمر، و قدموا لهم الغذاء والدواء والمال والسلاح، كما قام منافق الفراعنة بواب معبر رفح بإحكام الحصار، باختصار إن منافقي اليوم كانوا (رجالا)، وقفوا مع بني النضير موقفا بطوليا قولا وعملا، ولو قدر لزعيم المنافقين في المدينة عبدالله بن أبي بن سلول، أن يشارك معنا اليوم في بطولة كأس المنافق الذهبي، وهو من هو رأس النفاق والذي نزل فيه قرآن يتلى إلى يوم الدين، وصاحب المقولة الشهيرة ( .. ليخرجن منها الأعز الأذل ..)، في رأيي أن هذا الرجل لن يظفر ولو بميدالية نحاسية، وقد يكتفي فقط بالمشاركة الرمزية وكسب التجربة، مع الإحتكاك بكبار المنافقين أصحاب الخبرة و الراسخون في علم النفاق، وقد توزع الميداليات في هذه البطولة على الشكل التالي : الميدالية الذهبية من نصيب منافق الصحراء، والميدالية الفضية من نصيب بواب الفراعنة، ثم النحاسية من نصيب صاحب حافلات الفلفل الاحمر، و أكاد أجزم أن استمرار العدوان على غزة سببه المنافقين، دعك من دعم أمريكا وأوروبا للكيان الصهيوني، لقد هدد الرئيس الشهيد مرسي رحمه الله، وقال للكيان إذا استمر العدوان ستدخل مصر على خط الصراع، مباشرة بعد ذلك ضغطت أمريكا وأوروبا على العصابة، ثم توقفت الحرب لكن اليوم مصر يحكمها منافق، لقد هزم الصهاينة بعد ضربة 7 أكتوبر المفاجئة، لكن المنافقين دعموا العدو بالمال والسلاح والغذاء و الوقود، و طالبوا العدو بالإستمرار في العدوان على غزة، رغم تكبده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، و لازال العدو يعيش يوميا نزيفا ماليا، لكن ضغط المنافقين عليه لكي يستمر في العدوان، يجعل نتنياهو يماطل في إنهاء الصفقة، ورغم ذلك كله إن النصر قادم وغزة منصورة بإذن الله ، مسرور المراكشي يقول لكم يا أهل غزة نصركم الله حفظكم الله ٱواكم الله ثبتكم الله ✌🏼
11/ 03/ 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى