
فاجأ باسو الفنان الفكاهي الجمهور بحلقات عنونها ب ” الكالة ” حيث إنه اخترق الفساد وشرحه كما مسرحية ” شرح ملح ” و ” سكيتشات بزيز الخيالية “
باسو ضمد جراحات المواطنين من كل الفئات والطوائف، مواطنون عاشوا منذ الاستقلال على أسطوانة واحدة ” كلوا العام زين ” حيث غاب عن ثقافتهم السياسية النقد الجريء.
مواطنون اعتبروا ان المس بالأفق خط أحمر وما فوقه خط أسود بله الفنانين الذين اختاروا السلم الفني كالفنان ” باز ” الذي طلق قرينه طلاقا فنيا إلى الأبد رغم أنهما شكلا ثنائيا فنيا رائدا على مستوى تشريح الواقع السياسي والاجتماعي فترة السيتنيات والسبعينيات.
سكن الكل إلى واقع يصول فيه المفسدون ويجولون انطلاقا من الانتخابات وصولا إلى قبة البرلمان حيث عملية الافتراس والهبر للمال العام في واضحة النهار.
المفسدون شكلوا جبهات قوية سواء من خلال المصاهرات أو التقرب لذوي النفوذ الذين لا يطالهم حساب إلا حساب الله يوم العرض عليه ” ومن نوقش الحساب عذب ” كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم.
والحق الذي لا باطل بين يديه أن المشهد السياسي إذا أعلن توبته السياسية وحقق مقتضى الدستور بحذافيره وأعتبر رسائل الفنان والمفكر والداعية والخطيب من على المنبر إلى جانب معارضة شفافة قوية صامدة وصادقة يعضدها إعلام مسؤول ويتمتع بالسلطة التي تخيف وترعد كل من يجرؤ على مس حق المواطنين إذ ذاك سيتغير الوضع وتتغير معه نظرة المواطن للمشهد السياسي من السلبي إلى الإيجابي وهم يلحضون التغيير بناء على الانتقادات السياسية والتوجيهات الدينية خاصة وأن العلماء هم أرشد الناس.
وقتها لن يكون لحلقات ” الكالا ” للمحتفى به جماهيريا الفنان ” باسو ” وقتها لن يكون له ذلك التأثير القوي الإستثنائي لدى كافة المواطنين ولسوف يصبح الوضع اشبه بالمشهد السياسي الغربي حيث لا يكاد يكثرت المواطنون لانتقادات الفنانين إلا من حيث الاسترواح الفكاهي بسبب المستوى الديمقراطي الذي تديره حكومات وطنية من الشعب وتخدم الشعب لا حكومات تسير من قبل دولة عميقة تستغل خيرات الشعب.
.