مجتمع

يوسف الساكت يكتب:رحم الله هذا الرجل الشيخ الكاتب والمؤلف، امحمد بن محمد الحيا، والد الدكتور المصطفى الحيا..

اطلالة بريس

رحم الله هذا الرجل..

العلامة والشيخ الجليل والمحدث والمتحدث والكاتب والمؤلف الغزير، الحاج امحمد بن محمد الحيا، والد الدكتور المصطفى الحيا..

رحم الله، رجلا، بلغ قيد حياته من العمر عتيا، قضاها في السماع والتخزين والحفظ والاستظهار الشفهي، إذ لم يكن يتقن لا القراءة ولا الكتابة، لكن يستطيع أن يملي عليك، لعدة ساعات متتالية، سيرا وأحداث وأنسابا وأفكارا وواقع في التاريخ، بلغة عربية باذخة..

مات رجل بذاكرة تزن عشرات المكتبات، إذ كلما تحدث وروى وأسهب في الكلام، كلما أنتج كتابا في عدة صفحات، يتكلف ابنه مصطفى الحيا بجمعه وتنقيحه ونشره..

في أحد كتبه ” حانوت عطار جاء بالأخبار في ذكر أنساب احمر وعبدة ودكالة”، سرد الرجل جميع أنساب العائلات والأسر بمنطقة لحمر (اليوسفية والشماعية)، الذي ينتمي إليها، ثم دكالة وعبدة، فذكر تاريخ الولادة والمكان والدوار والأصل والفصل والاسم واللقب والجذر، وتحدث عن مصادر الرزق والعيش والمرض والتداوي وأسباب الموت، في تمرين للذاكرة ليس متاحا لأي أحد على الإطلاق..

استظهر الرجل عددا من الكتب المؤلفات الأخرى، أشهرها كتاب “تركيز الأفكار وتفتيت الأسرار” 2009، الذي يسرد فيه أيامه الأولى، حين وصل شابا (1943) إلى الحي المحمدي، أو كاريان سنطرال، لنكتشف أنه يسرد سيرة حي برمته، بشخوصه وأنسابه وأصوله.. (في هذا الكتاب توجد حقيقة امرأة اسمها شامة العبدية، التي تسمى إحدى العوينات بدرب مولاي الشريف عليها)..

رحم الله سيدي امحمد الحيا، وعطر الله قبره، وأسكنه فسيح الجنان، وتعازينا لأفراد أسرته، وإنا لله وإنا راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى