رأي

..مطبخ “طروادة”..!

مسرور المراكشي

باختصار قصة حصان طروادة، مفادها أن هذه المدينة المسماة طروادة، دخلت في حرب مع مدينة أخرى تسمى سبارتا، ولم تستطع هذه الأخيرة فتحها نظرا لقوة حصونها، فكانت فكرة صنع حصان ضخم و مجوف، يختبئ فيه عدد من جنود سبارتا، و تقديمه هدية ” سلام” لمدينة طروادة، وهكذا يتم اختراق الحصون وفتح أبواب المدينة للغزاة، المهم هذا كان في الزمن القديم لتبقى هذه الأسطورة عبرة،
واليوم يا سادة هناك المطبخ المركزي العالمي، وهو منظمة غير حكومية كما يزعمون، فهو إذن “مستقل” عن حكومات حلف (الناتو)، و هو منظمة غير ربحية تسعى لتوزيع الوجبات الغذائية عبر العالم و على كل المتضررين مجاناً، طلبا فقط للأجر والثواب من عند الله تعالى، المهم كل هذا كلام جميل و هدف نبيل، لكن المفاجأة هي عندما استهدف العدو هذا المطبخ، وقتل كل من كان في قافلة الإغاثة من أجانب، حيث أحرق المطبخ والطباخين معا، لقد استنكرت بشدة هذا الفعل الجبان، كيف يمكن قبول استهداف ناس محسنين (أبرياء)، لكن مع توالي الأخبار و التقارير و التحقيقات والبحث، حيث اكتشفت في النهاية أني كنت طيبا بل ساذجا، لقد كنت معجبا بنبل الإنسان الأشقر صاحب العيون الزرق، وقلت في نفسي : ( هاهو المسكين قد ضحى بنفسه فداء لأهل غزة المحاصرين )، لكن الحقيقة غير ذلك تماما والمظاهر خداعة، إنهم ياسادة ليسوا نبلاء ولا يحزنون، إنهم مجرد جواسيس مندسين في سيارة المطبخ العالمي، فهناك عناصر من الجيش البريطاني ذوي خبرة عالية، قاتلوا في أفغانستان والعراق وكانوا من النخبة، استغلوا عمل المطبخ كحصان طروادة، بعد أن فشل العدو في اختراق سلاح الأنفاق وفك شفرته، جاء هذا الطباخ (النبيل) ليقدم هذه الخدمة ويحل لغز الأنفاق المستعصي، وكانت محاولة لكشف عيون أنفاق المقاومة، وتحديد مواقع الأسرى و مركز القيادة، ثم بعد ذلك يتم إرسال هذه المعلومات لجهاز المخابرات البريطانية، لكن الله سلم وجعل كيدهم في نحورهم، ونظرا لحساسية المهمة وخطورتها و سريتها العالية، لم يخبر جهاز مخابرات بريطانيا نظيره في دولة الإحتلال، وذلك لضمان نجاح هذه المهمة الصعبة والمعقدة، لهذا ظن العدو أنهم مجرد أعضاء عاديين في المطبخ، ولا علم له بكونهم مجموعة جواسيس يقدمون له خدمة كبيرة، فلو علم بذلك لتصرف بشكل مغاير تماما، لكن المهم كل الشكر والتقدير لفرقة (النيران الصديقة)، هذه الفرقة التي أبلت البلاء الحسن في هذه الحرب، حيث قتلت العديد من جنود العدو ودمرت الكثير من معداته، عودة إلى موضوع مطبخ طروادة (الإنساني)، إن هذا الحدث عرى الغرب تماما أمام العالم، حيث ظهر في صورة وحش لا تهمه إلا مصلحته الخاصة، وكلامه عن القانون والعمل الإنساني ما هو إلا قناع، إن معركة طوفان الأقصى المجيدة، كانت كارثة على الرأس المال الرمزي لقيم الغرب، فكما دمر قاذف الياسين 105 دبابة المركافا، دمرت حادثة المطبخ سمعة الغرب من الجانب الإنساني، و فضحته على رؤوس الأشهاد، حيث أن رائحة طبخه النتن أزكمت الأنوف، أظن أنه بعد هذا الحدث الخطير سيكون عدد من يثق بالغرب قليل، وخاصة في ما يخص العمل الخيري و الإنساني، طبعا سيبقى بعض السذج وهذا أمر طبيعي، خلاصة مسرور المراكشي يقول لكم إني داع فأمنوا : اللهم يامن لا يعزب عن علمه شئ في الأرض ولا في السماء، اللهم احفظنا ونج إخواننا في غزة، مما يطبخ لهم على نار هادئة، وذلك في مطابخ الأعداء في شرق الأرض و غربها، اللهم احرق الطباخ و الطبخ والمطبخ، و اخرجنا من مطبخهم سالمين غانمين، اللهم كرهنا في طبخهم النتن، ولا تحوجنا لطبخهم أبدا ما أحييتنا، وارزقنا الكفاف والعفاف والغنى عن طبخهم، آمين يارب العالمين يا من يطعم ولا يطعم 🤲🏻✌🏼
9 / 04 / 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى