
الناظر في الواقع الناس في البلاد العربية و الاسلامية يقف على معطيات تشخيصية ، تجعل المرء حيرانا أسفا ، مندهشا لا يعرف من اي باب أوتي ، 45% من الشباب في البلاد العربية قد مارس الفاحشة / الزنى ، 20% منهم قد شرب الخمر وتعاطى المخدرات ، 50% من المطلقات ، في ظل وسائل إعلامية جعلت شعارها : التحرر و التمدن ….، الشيء الذي انتج شبابا بدون هوية ولا مستقبل ، غارق في الخطيئة و الرذيلة ، أم جاهلة لا تعرف من الحياة سوى تلوين الوجه و الشعر و الاظافر تاركة ابناءها للخادمة ، فاصبحنا امام جيل ابناء الخادمات ، جيل تافه ، عابث ، جيل لا يعرف للقيم سبيلا ، و لا للأخلاق دليلا .
تدخل الفتاة المراهقة فيزداد قلقها ، ويعلو اضطرابها ، يكثر تمردها، ولا أحد يسمعها، تنفعل وترفض فتقابل بالتجاهل و الاستخفاف ، تلوح بردات فعلها في كل اتجاه ، فتندم على تصرفاتها ، فلا أحد يقف بجانبها فاهما وواعيا وناصحا .
فالأم الواعية ، تزداد قربا من ابنتها في هذه المرحلة كصديقة ، كناصحة .
الام الحكيمة تنصح بهدوء ، و تراقب عن بعد ، لا تعاقب ، و لا تعاتب في ظل محيط يغلي بالدعوات الماكرة ، وبالإعلام المضلل المروج للتفاهة و السفاهة .
من هذا الباب سنتحدث الى الفتاة ، الى كل شابة ، بما يرفضه الواجب ، وتمليه المسؤولية اي من باب الحب و التقدير ، قال صلى الله عليه و سلم :” لا تكرهوا البنات فإنهن الغاليات المؤنسات “
نتحدث في اذن الفتاة ، لأنها أم المستقبل ، منشئة الاجيال ، ولا نأبه للأديب وهو يسخر ، والشاعر وهو يتغزل ، ولنترك الصحفي وهو يعبر بأقلامه ، كلهم يريدون الفتاة ، حقوق الفتاة ، سعادة الفتاة …….. !!!!!!
أحب الرسول صلى الله عليه وسلم البنات ، واعتنى بهن ، واهتم بشأنهن ، فيحدث اليهن ويعظهن ، يعدهن بمزيد من الكلام ، وحسن حديث ، عندما قلن له صلى الله عليه وسلم :” ذهب الرجال بحديثك ، فاجعل لنا يوما من نفسك ” فيوفي صلى الله عليه وسلم بالوعد ، ويقول : ” اتقوا الله في النساء ” ” خيركم ، خيركم لأهله ، وانا خيركم لأهلي” فكانت الفتاة أما للعظماء :”مالك” “الشافعي” ” ابن حنبل” ” ابو حنيفة” يقول حافظ ابراهيم :
الام مدرسة إذا اعددتها
اعددت شعبا طيب الاعراق
الام روض إن تعهده الحيا
بالري اورق أيما إيراق
فكم من فتاة ولدت بين ابوين فاضلين ، ترفع السماعة لتخاطب شابا ، وكم من فتاة تجلس على الانترنيت تدردش مع شاب ، شاب و شاب يعيشان في دوامة الفراغ ، فيحدث عندها الصراع ،أألبي مطالبه أم مطالب الله سبحانه وتعالى ، لماذا؟ لان اباها مشغول بالتجارة ، بالسياسة ، بالعمارة ، بعلاقاته مع اصدقائه ، فلا يعود الا في منتصف الليل .
لماذا ؟ لان الام مشغولة عن ابنتها كل الانشغال ، فوجدت ابنتها ضالتها في صديقتها ، او صديقها التائهين ، الضالين ، يمنيانها بالكلام المعسول ، و الوعد المصقول … يغذي هذا كله المسلسلات الوافدة ، و الاعلانات الساقطة ،ابطالها عارضات الازياء ، و الراقصات المائلات الموميلات ن و المغنيات الفاجرات ن و المتكشفات المروجات للسلع و المنتجات ، فيقع الفأس في الرأس ، ويضيع الرأسمال ، ويذهب الجمال ، وراحة البال ، فتسال الفتاة : هل يقبلنني الله وانا غارقة في الموبقات و الآثام ؟؟
نقول لها : نعم لان الرحيم التواب ، يحب الخطائين التوابين .
فاحمدي الله تعالى ، وأدي صلواتك ،و اقرئي بخشوع قرآنك ، بري بوالديك ، حافظي على حجابك ، اتخذي الصالحات صديقات ، واحذري من مكالمات التافهين و التافهات ، ادعي الله بالثبات ، واستعدي للسفر الطويل ،وتزودي بالأعمال الصالحة …..
عيشي حياتك ، كوني من المتحضرات الفاضلات ، من المثقفات العالمات ، من الغنيات الخيرات ، روحي عن نفسك ، اعرفي حق اهلك ، وحق مجتمعك ، بالعمل الصالح ….
وفوق كل هذا اعرفي حق الله عليك بتوحيده ، و حسن عبادته وطاعته
كوني ايجابية لا سلبية ….
مقال بمناسبة فوز التلميذة أية اكرجوط بقلب “ملكة الرياضيات الافريقية” في اولمبياد الرياضيات الافريقية لسنة 2021