رأي

همسة في أذن كل فتاة

محمد كندولة

الناظر في الواقع الناس في البلاد العربية و الاسلامية يقف على معطيات تشخيصية ، تجعل المرء حيرانا أسفا ، مندهشا لا يعرف من اي باب أوتي ، 45% من الشباب في البلاد العربية قد مارس الفاحشة / الزنى ، 20% منهم قد شرب الخمر وتعاطى المخدرات ، 50% من المطلقات ، في ظل وسائل إعلامية جعلت شعارها : التحرر و التمدن ….، الشيء الذي انتج شبابا بدون هوية ولا مستقبل ، غارق في الخطيئة و الرذيلة ، أم جاهلة لا تعرف من الحياة سوى تلوين الوجه و الشعر و الاظافر تاركة ابناءها للخادمة ، فاصبحنا امام جيل ابناء الخادمات ، جيل تافه ، عابث ، جيل لا يعرف للقيم سبيلا ، و لا للأخلاق دليلا .
تدخل الفتاة المراهقة فيزداد قلقها ، ويعلو اضطرابها ، يكثر تمردها، ولا أحد يسمعها، تنفعل وترفض فتقابل بالتجاهل و الاستخفاف ، تلوح بردات فعلها في كل اتجاه ، فتندم على تصرفاتها ، فلا أحد يقف بجانبها فاهما وواعيا وناصحا .
فالأم الواعية ، تزداد قربا من ابنتها في هذه المرحلة كصديقة ، كناصحة .
الام الحكيمة تنصح بهدوء ، و تراقب عن بعد ، لا تعاقب ، و لا تعاتب في ظل محيط يغلي بالدعوات الماكرة ، وبالإعلام المضلل المروج للتفاهة و السفاهة .
من هذا الباب سنتحدث الى الفتاة ، الى كل شابة ، بما يرفضه الواجب ، وتمليه المسؤولية اي من باب الحب و التقدير ، قال صلى الله عليه و سلم :” لا تكرهوا البنات فإنهن الغاليات المؤنسات “
نتحدث في اذن الفتاة ، لأنها أم المستقبل ، منشئة الاجيال ، ولا نأبه للأديب وهو يسخر ، والشاعر وهو يتغزل ، ولنترك الصحفي وهو يعبر بأقلامه ، كلهم يريدون الفتاة ، حقوق الفتاة ، سعادة الفتاة …….. !!!!!!
أحب الرسول صلى الله عليه وسلم البنات ، واعتنى بهن ، واهتم بشأنهن ، فيحدث اليهن ويعظهن ، يعدهن بمزيد من الكلام ، وحسن حديث ، عندما قلن له صلى الله عليه وسلم :” ذهب الرجال بحديثك ، فاجعل لنا يوما من نفسك ” فيوفي صلى الله عليه وسلم بالوعد ، ويقول : ” اتقوا الله في النساء ” ” خيركم ، خيركم لأهله ، وانا خيركم لأهلي” فكانت الفتاة أما للعظماء :”مالك” “الشافعي” ” ابن حنبل” ” ابو حنيفة” يقول حافظ ابراهيم :
الام مدرسة إذا اعددتها
اعددت شعبا طيب الاعراق

الام روض إن تعهده الحيا
بالري اورق أيما إيراق

فكم من فتاة ولدت بين ابوين فاضلين ، ترفع السماعة لتخاطب شابا ، وكم من فتاة تجلس على الانترنيت تدردش مع شاب ، شاب و شاب يعيشان في دوامة الفراغ ، فيحدث عندها الصراع ،أألبي مطالبه أم مطالب الله سبحانه وتعالى ، لماذا؟ لان اباها مشغول بالتجارة ، بالسياسة ، بالعمارة ، بعلاقاته مع اصدقائه ، فلا يعود الا في منتصف الليل .
لماذا ؟ لان الام مشغولة عن ابنتها كل الانشغال ، فوجدت ابنتها ضالتها في صديقتها ، او صديقها التائهين ، الضالين ، يمنيانها بالكلام المعسول ، و الوعد المصقول … يغذي هذا كله المسلسلات الوافدة ، و الاعلانات الساقطة ،ابطالها عارضات الازياء ، و الراقصات المائلات الموميلات ن و المغنيات الفاجرات ن و المتكشفات المروجات للسلع و المنتجات ، فيقع الفأس في الرأس ، ويضيع الرأسمال ، ويذهب الجمال ، وراحة البال ، فتسال الفتاة : هل يقبلنني الله وانا غارقة في الموبقات و الآثام ؟؟
نقول لها : نعم لان الرحيم التواب ، يحب الخطائين التوابين .
فاحمدي الله تعالى ، وأدي صلواتك ،و اقرئي بخشوع قرآنك ، بري بوالديك ، حافظي على حجابك ، اتخذي الصالحات صديقات ، واحذري من مكالمات التافهين و التافهات ، ادعي الله بالثبات ، واستعدي للسفر الطويل ،وتزودي بالأعمال الصالحة …..
عيشي حياتك ، كوني من المتحضرات الفاضلات ، من المثقفات العالمات ، من الغنيات الخيرات ، روحي عن نفسك ، اعرفي حق اهلك ، وحق مجتمعك ، بالعمل الصالح ….
وفوق كل هذا اعرفي حق الله عليك بتوحيده ، و حسن عبادته وطاعته
كوني ايجابية لا سلبية ….
مقال بمناسبة فوز التلميذة أية اكرجوط بقلب “ملكة الرياضيات الافريقية” في اولمبياد الرياضيات الافريقية لسنة 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى