رأي

وجهة نظر قابلة للنقاش في الخروج من التبعية الببغاوية استرجاعا للأنوار الحقيقية.

عبد اللطيف بوعلام

لقد انتشرت _ مع كامل الأسف _ بالمجتمعات الإسلامية في هذه الآونة الأخيرة وبشكل جلي ظاهرة خطيرة عالمية حالقة اكتساحية تتصدرها العديد من المنابر الإعلامية بعرمرم من الشخوص ممن ينشدون الحداثة والعلمانية سعيا للتحرر والإجهاز على التعاليم الدينية المكبلة_ في نظرهم _ لتحقيق التنمية وضبط المسارات الموصلة للمراتب الأولية، فيهرعون جاهدين إلى تجميل دعاواهم الاتهامية المقيدة لمواكبة العصرنة ومحاربة الأفكار الظلامية بمساحيق تقدمية إرضاء للدول العظمى المسيطرة والمثبتة لوجودها واستمراريتها بوسائلها المعرفية والعلمية والاقتصادية؛ فلم يجدوا مخرجا مريحا لهم من هذا التخلف المميت سوى التخلص من القيود الشرعية بتجميل الحرام بماكياجات تلبيسية تحسينية تقليلية من فداحة الجرم المرتكب، وتسور حمى الله حتى يستاغ هضمه وتقبله بأريحية وسهولة اندماجية من قبل الأغلبية؛ فتراهم ينعتون الزنا دون عنف بالعلاقات الرضائية لتلبية الرغبات البيولوجية العادية. أما المصافحة وتقبيل الأجنبية، فلا يحتسب البتة توثيقا لعرى المحبة والأخوة وتمتينا للعلاقة العملية والبزنيسية، ويعدون الخمر داخلا في المشروبات التنشيطية تخلصا من الرتابة المضنية والأعمال الروتينية، والموسيقى والغناء بالغذاء الروحي ترويحا عن النفس من الستريس والضغوطات الحياتية ولو كان متضمنا لألفاظ نابية أو قادحة في الذات الإلهية، والفوائد الربوية معاملة تنفيسسة ربحية أو بنكية للتيسير على المعسرين لاقتناء قبور دنياهم، ومساعدتهم على تحقيق تطلعاتهم ومشاريعهم الدنيوية، والرشوة إتاوة وقهيوة تعطى مقابل الخدمات الآنية والمستقبلية، والتعري والتبرج والسفور ومساواة الرجل بالمرأة كاملة في الندية علامة دالة على التقدم واللحاق بالأمم الحضارية، والمثلية والبنطلونات المقطعة، وتخطيطات الشعر القزعية، والوشوم والسلاسل العنقية واليدوية، وشرب السجائر وتعاطي المخدرات كلها مسائل متعلقة بالحرية الشخصية المكفولة بالقوانين الدولية، وهلم جرا من الانتهاكات الصارخة للنصوص الشرعية والتي لا تقبل التأويلات الاحتمالية بدعوى الإجهاز على المعتقدات الظلامية لمسايرة الركب والانصهار في القرية الحضارية… هذا ولن يصلح أمرنا إلا بما صلح به أولنا، وقديما قال الشاعر:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
وسيبقى الحرام حراما وإن تواطأ على الرضا به الجميع، فدعهم وتمسك بشرع الله لأنك ستحاسب وحدك: * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا * صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى