
لهذا الموضوع اربعة مقدمات :
1) المقدمة الاولى : لاشك عندي ، ومذ كنت صغيرا وعرفت الاضحى عيدا ، وانا لا اعرف إلا اسماعيل عليه السلام هو من أمر الله ابراهيم بذبحه.
2) المقدمة الثانية : ما سمعت من أحد المغاربة مند عقلت أن هناك ذبيحا آخر غير اسماعيل ، لا في الجلسات العائلية ، ولا في حلقات الساحات الفلكلورية، ولا على منابر الجمعات ، و لافي دروس ما بعد العصر ، ولا ما بين العشاءين .
3) المقدمة الثالثة : سؤال من الذبيح؟ لم أسمع به عند أديب ،ولا عالم ، ولا فيلسوف أو مفكر منذ ان ولجنا المدارس و الثانويات و الجامعات .
4) المقدمة الرابعة : من الذبيح كسؤال ، وجدته عند بعض مشايخ المشرق ، يطرحونه محرجين ، ودلك في السنوات الاخيرة ، لكن الملفت للانتباه أن الذين ردوا على هذه المزاعم علماء كثر ، ومفكرون شم ، ودعاة ثقات .
إذن نقول من وراء طرح هذه الفرية اليوم بالذات ؟
سيدنا اسماعيل عليه السلام هو ابن ابراهيم عليه السلام من زوجته هاجر ،ذكر في القران الكريم في قوله تعالى :”واذكر في الكتاب اسماعيل، إنه كان صادق الوعد ، وكان رسولا نبيا ، وكان يأمر أهله بالصلاة و الزكاة ، وكان عند ربه مرضيا ” فوصف بالصدقية و الرسالية في الدعوة و التربية و التعليم ، فكان عند الله مرضيا ، إنها التنشئة الصالحة من أبيه عليه السلام ، الذي دعا ربه أن يهب له ولدا صالحا ، حليما ، فرباه أحسن تربية حتى بلغ معه السعي ، وأصبح يطيق من الاعمال و الاشغال ما كان ابوه عليه السلام يقوم بها ، ففي هذه الفترة ، فترة المعايشة و الصحبة ، يرى ابراهيم عليه السلام في منامه أنه يذبحه بأمر من الله وقربانا إليه ،فقال له : “يابني إني أرى في المنام أني أذبحك ،فانظر ماذا ترى ؟”
قال اسماعيل :” ياأبت افعل ما تؤمر ،ستجدني إن شاء الله من الصابرين”
عرض ابراهيم الامر على ابنه اسماعيل ، الصادق، الرسالي ، الحليم ، فقبل القضاء بالرضا، بل يقول المفسرون ، أنه عليه السلام ،شجع أباه لتحقيق منامه ،فلما حق الحق ،وأهوى ابراهيم عليه السلام بالمدية لذبح ابنه البار، ناداه ربه بالكف و التوقف وقال:” ياابراهيم قد صدقت الرؤيا” فجزاه الله إحسانا بإحسان ،لأنه نجح في الابتلاء ، وكانت الجائزة الاولى ، الذبح العظيم “وفديناه بذبح عظيم”
الجائزة الثانية : الذكر في الاخرين” وتركنا عليه في الاخرين”
الجائزة الثالثة :اصبح ابراهيم رمز السلام ،”سلام على ابراهيم”
الجائزة الرابعة :اصبح ابراهيم رمز الاخلاص “إنه كان من عبادنا المخلصين ”
الجائزة الاخيرة ، البشرى بالابن الثاني إسحاق ، “وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين “مع نعمة البركة و اليمن على اسماعيل الذبيح واسحاق المبشر به بعد هذا الامتحان، “وباركنا عليه(اسماعيل) وعلى اسحاق”
فالإتيان بالبشرى بعد ذكر القصة صريح في ان إسحاق غير الغلام الذي ابتلى الله ابراهيم بذبحه ، وعود الضمير على الغلام الذبيح ، وذكر اسم اسحاق معه صريحا ،يقتضي التغاير بين الذبيح و اسحاق.
ويظهر ان اليهود قد حشروا اسحاق في القصة الواردة في التوراة ،وقالوا ان الذبيح هو ابن ابراهيم الوحيد الذي ليس له سواه ، تعبيرا منهم ان الذبيح ابوهم الذي جاد بنفسه في طاعة الله وامتثالا له.
والحق ان اسحاق لم يكن الابن الوحيد عند سيدنا ابراهيم فلقد ولد اسحاق واسماعيل عمره اربعة عشر سنة، ثم إذا كان الذبيح هو اسحاق فهذا يناقض الوعد الذي وعد الله به ابراهيم وهو ان اسحاق سيكون له نسل وولد ، ثم ان مسالة الذبح وقعت في مكة ، لان اسماعيل ذهب به ابوه رضيعا حتى بلغ معه السعي اي حتى كبر .
نؤكد اخيرا ان الذبيح هو سيدنا اسماعيل ابن سيدنا ابراهيم ، فمن خلال سيرته نتعلم الصدق ،والصبر والحلم ، و الامتثال لأمر الله طاعة لله في الايام المباركة التي أمر سبحانه وتعالى أن تعظم فيها شعائره لتحصيل الدروس الاسماعلية قال تعالى:” ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”