
قبل الخوض في (حريرة) مهرجان موازين، و معرفة السر وراء إصرار الدولة على تنظيمه والدفاع عنه، مهما تكن الظروف حيث تم توقيف خطباء و علماء كبار، لأنهم ذكروا السيد(مولاي) الزين موازين بسوء، منهم محمد أبيط خطيب مسجد التجمعتي بفاس، حيث علق أحد الظرفاء على الحدث قائلا : ( هل تم إلحاق مهرجان موازين بالمقدسات دون علم المغاربة…!!!)، قبل ذلك أحب أن اطرح سؤالا واحدا : طبعا دون انتظار جواب من أي مسؤول مهما عظمت درجته، والسؤال هو هل المغرب في حاجة أصلا لخلق هذا المهرجان..!!؟ فإن كان الهدف هو الفن كما يروج له مع التعريف بالتراث الغني، للموسيقى الشعبية المغربية وإيقاعاتها المتنوعة، وخدمة السياحة الداخلية والخارجية معا، أظن أن مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، يؤدي هذا الدور بجدارة منذ أزيد من نصف قرن، ونحن اليوم في الدورة 53 من هذا المهرجان، ويمكن تطويره بدمج الموسيقى الإفريقية فيه وإيقاعاتها الرائعة ، لكن الحقيقة هي أن تنظيم مهرجان موازين لا علاقة له بالفن لا من قريب ولا من بعيد، والكلام الذي يروج له في الإعلام ما هو إلا ذر للرماد في العيون، في رأيي أن الهدف الرئيسي من تنظيمه هو سياسي محض، يرمي إلى تبرئة الدولة من تهمة الكراهية و التطرف، وهي تسعى بذلك لنيل (صك الغفران) من الراعي الأمريكي المتصهين، وهذا هو السر في دعوة كبار الشواذ و المثلين و السحاقيات للمشاركة فيه، مع ما في ذلك من مغامرة و استفزاز للشعور الديني للمغاربة، كل هذا من أجل نيل رضى الغرب لكي يضعنا في سجل التسامح، وهكذا نصبح في نظر الأمريكان دولة متحضرة و معتدلة، متسامحة مع الأخر وتقبل التعايش معه، لنصبح ( مؤمنين) بحق الشواذ و المثلين في المساواة الكاملة، و نعلن ( كفرنا ) بكل تميز ضدهم، الأمر هنا يا صديقي لم يعد مجرد حرية رأي، بل أصبح عقيدة عند الغرب فأنت بين أمرين (الإيمان أو الكفر)، إن الكثير من الدول اختارت (الإيمان) بحق الشواذ خوفا من امريكا و طمعا في رضاها، باختصار تريد امريكا منا شيء واحد، وهو ان نصبح مجرد تجمع بشري بلا هوية ولا تاريخ ولا حضارة، لهذا مسرور يقدم نصيحة لوجه الله لمن يعارض هذا المهرجان، ويدعو لمقاطعته أو حتى إلغائه أن يهون على نفسه، فهذا المهرجان له علاقة بمصالح عليا للدولة، ولن يتوقف أو يلغى ولو احرقت كل غزة وفلسطين بل الشرق الاوسط كله، لهذا يجب التفكير في حل وسط يجمع بين المعارض و المساند، وفي هذا السياق أقترح إقامة المهرجان في مكانه و زمانه، مع تغير طفيف في الشكل والمضمون، أما من حيث الشكل فيمكن ترك شعار القلب الذي اتخذه المهرجان، مع جعل هذا القلب يرسم بألوان العلم الفلسطيني، وترك كلمة موازين في مكانها لتصبح( موازين غزة)، وأن تقدم شواهد تقديرية للمشاركين مكتوب عليها ( نصر 7 أكتوبر)، كما يمكن نقش صورة أبوعبيدة على الميداليات كتذكار للمهرجان، كما يمكن اتخاذ صورة الفنانة اللبنانية فيروز ( تميمة) للمهرجان، إضافة إلى بث مقاطع من أغنية ( زهرة المدائن )، للترويج الإعلامي لمهرجان موازين، هذا من حيث الشكل أما في ما يخص المضمون، فأنا أقترح استدعاء كل فنان ملتزم، وأن يكون معيار الإختيار الوحيد، هو تقديمه فن نظيف راقي يحترم إنسانية الإنسان، وفي هذا الصدد أقترح توجيه دعوة المشاركة، للفنان مرسيل خليفه و لطفي بوشناق وناس الغيوان و السهام، والفنانة جوليا بطرس وكل فنان اجنبي او عربي او امازيغي أبدع في دعم القضية الفلسطينية، وفي ختام المهرجان يمكن تكريم ممثلي الدول، التي اعترفت رسميا بفلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدس، و أخص بالذكر هنا كل من سلوفينيا واسبانيا و إيرلاندا والنرويج، ويمكن توظيف مداخيل المهرجان المالية، في إعادة إعمار غزة الشهيدة، وهذا عمل إنساني يحسب للمهرجان، أظن إذا تم تنفيذ هذه التعديلات الشكلية و البسيطة، سيكون إجماع وطني على تنظيم مهرجان موازين، و أهمس في أذن المنظمين أنني سأكون حاضرا متفاعلا، و سألوح بالكوفية الفلسطينية طربا وسط الجماهير، في الأخير أرجو أن يأخذ المنظمين للمهرجان وجهة نظري هذه بعين الاعتبار، وأن يتسع صدرهم لسماع الرأي الأخر، لأن الفن رسالة الشعوب يجب توظيفه لخدمتها، وأن يكون جسرا تواصليا يوحد الشعوب، ملاحظة : أغلب الشواذ الذين يتم استدعاؤهم للمشاركة، لا يمكن اعتبار أغلبهم فنانين بمعنى الكلمة، فقط يستدعون لأنهم شواذ و لهم أتباع بالملايين، و يعرضون بضاعتهم الفاسدة علانية فوق المنصات، وهناك من تكشف عن المستور من جسدها، هذا إن بقي فيه شيئا مستورا أصلا، وذلك مباشرة امام الجماهير و عدسات الكمرات، في مشاهد مستفزة لمن بقي فيه ذرة من الحياء، وهذه الجرأة و الجسارة تأتي من دعم أمريكا لهم، ناهيك عن حركات و أوضاع مخلة بالأدب والحشمة، أخوكم مسرور المراكشي عاشق فلسطين، يتمنى لكم الستر فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، عيشوا رجالا و موتوا رجالا ولو كره الأمريكان.
19 / 06 / 2024