
ببطاقة الناخب يحقق الانسان العدالة الاجتماعية، بالديموقراطية، يكون الإنصاف والعدل، والتوزيع المعقول للثروات، ومتى تخلى الفرد عن بطاقته في التصويت والانتخاب فقد كل حقوقه، وعاش عبدا ذليلا، ليمتهن كل الطرق للوصول إلى أغراضه، فالعدالة الاجتماعية مطلب، لكنها مجرد فكرة، والإنسان حالة نفسية و اجتماعية لا يمكن للفكر أن يوجهه، ولا يمكن للوعظ أن يحقق مطالبه، كما أن التخويف لا يمكن أن يرده عن نيل مستحقاته، فالظلم يقع رغم الوعظ الأفقي والعمودي.
العدالة الاجتماعية تتحقق بالتدافع والتنازع والاختلاف، وبطاقة الناخب هي سيف الحروب، وراية الغزوات.
والعدل في الأكواخ و دور الصفيح يختلف عن العدل في البنايات الضخمة والفخمة،لكن الكرسي الوثير ، يرفض التغيير، ويوجه التفكير، ويكره التعبير، وسعادة الناس لا تحقق بالإرشاء، وارضاؤهم لا يكون بالتقريب والتشريف، كما أن السلطة لا يمكنها أن تغير الإنسان الطيب إلى إنسان عاشق للدولة والحكم والسلطة، وقد يكون صديقك أظلم الناس عندما يتولى الحكم والإدارة بغير رضى الناس، ولا بغير مؤهلات تدبيرية وتحكيمية، وهو على هذه الحال، حال التسيير والتدبير، يقوم أقاربه، ورفاقه في النضال، وحاشيته من المساعدين والمساعدات، يقومون بتدبير المآمرات والمكايدات في سبيل استغلال الترف والحظوات، فيحجبون أحوال الناس، ويخفون الحقائق، فيجعلون الأسود أبيض، فإذا طالب الناس بخبز وملح وسكر ، قالوا إنهم يريدون حلوى، يساعدهم في ذلك رجال الدين حينما يبشرون الناس بأن الله معهم والملائكة والناس أجمعين.
بطاقة الناخب صورة من صور التمدن، والاستبداد صفة من صفاته، فلا يوقف الاستبداد إلا بالديموقراطية، واشهار هذا السلاح في وجه الظلم، ظلم المدينة ، ظلم المترفين فيها، الذين تجبى لهم الخيرات من كل مكان، من فوق الأرض ومن تحتها، فالظلم الاجتماعي هو سمة من سمات المدينة، التي طورت الدولة والسلطة و الجاه،فإذا رأيت أثرا من الاثارات، وبناية من أعالي البنايات، فاسأل كيف بنيت، وكيف اعليت، وهل أخذ الصناع والعاملون حقوقهم منها؟
بطاقة الناخب تعني المشاركة، تعني التفاعل، تعني المسؤولية، وتعني الفهم للدور المطلوب مني ومنك، فهي أفضل طريق، وأسمى منهج، لتحقيق العدالة الاجتماعية، و الرفاه الاقتصادي، والسعادة في الدنيا والآخرة، فأنشئ جنتك على الأرض، يرحب بك في جنة السماء، فالعمل العمل ، والحق الحق، والصبر الصبر، فالديموقراطية هي الحل .