رأي

نيران ” الإغتصاب “

مسرور المراكشي :

لقد إعتاد الناس سماع كلمة ( نيران صديقة)، عند ما يقدم الناطق الرسمي لجيش الاحتلال( دانيال هجاري)، حصيلة المعارك في غزة حيث يعبر عن حزنه و أسفه، و يقدم اعتذاره لعائلات الجنود الذين قتلوا بسبب ( النيران الصديقة)، وهذه النيران بدأت في حصد أرواح الصهاينة مدنيين و عسكريين، منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر، حيث قصف جيش الاحتلال الصهيوني حفلا موسيقيا سقط فيه العشرات بين قتيل و جريح، و اتهم في البداية حركة حماس بارتكاب المجزرة، ثم تراجع عن ذلك الإتهام و كلف لجنة تحقيق في الحادث، لكن النيران الصديقة استمرت في حصد أرواح الجنود، وذلك تطبيقا لقانون (هانيبال) الذي يبيح قتل الجنود الصهاينة، بل حتى المدنيين خوفا من أن يقعوا أسرى عند كتائب القسام، لهذا تم استهداف جنود متحصنين في بيوت او على متن مركبات، عندما يقدر ضباط الجيش أن وقوعهم في الأسر أصبح أمرا مؤكدا، هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك الهلع والخوف و الإرتباك، حيث وقع اشتباك بين الجنود الصهاينة وقتل بعضهم بعضا، كما تم قتل أسرى صهاينة مستسلمين بدعوى أن هذا كمين قسامي، المهم أن فيلق (نيران صديقة) أبلى البلاء الحسن في معركة طوفان الأقصى منذ بدايتها، وهو حليف موضوعي غير مباشر للمقاومة، ففي تقديري هذا الفيلق (البطل) قد قتل ما يقارب الربع بين مدني و عسكري، هذه حصيلة النيران الصديقة منذ البداية إلى اليوم، لكن ماذا عن (نيران الإغتصاب الصديقة)..؟، أي أن المغتصب والمغتصبة من جيش بني قريظة، أظن أن الناطق الرسمي لجيش الاحتلال (دنيال هجاري) لا يجرؤ على الكلام في هذا الموضوع المحرم، أو حتى تقديم الإعتذار لعائلات المجندات المغتصبات، ونحن نعلم أن جيش الاحتلال يعتبر نفسه جيشا اخلاقيا بامتياز، لقد أعلنت إذاعة جيش الاحتلال عن حادثة اغتصاب، و هي الثانية من نوعها منذ بداية معركة طوفان الأقصى، حيث تعرضت مجندة لعملية اغتصاب في الساعات الأخيرة من الليل، من طرف ضابط كتيبة و قد تم اعتقاله و التحقيق معه، وأشارت تقارير إلى أن ثلث المجندات في الخدمة العسكرية الإلزامية تعرضن لعمليات اغتصاب ممنهجة من طرف الضابط، لكن في نظري هذا الإحصاء ناقص لأن هناك من ترفض الحديث عن الموضوع، لأسباب عائلية أو نفسية أو اجتماعية..، و انتبهوا يرحمكم الله إلى كلمة(اغتصاب) التي تعني إخضاع المجندة دون رضاها لنزوات الضباط، أي تحت قهر السلطة المادية و المعنوية

لقيادتها، نحن هنا لا نتحدث عن العلاقات( الرضائية)بين الضابط و المجندة، أي عندما يلتقي الرضاين :رضى المجندة و الضابط، لهذا تعتبر هذه الممارسة عادية عندهم ولا تطرح أي مشكل، حيث ممارسة هذه العلاقة في مكاتب الجنرالات، أو فوق أسرة الثكنات وفي كل الفنادق، بعيدا عن صوت رصاص البنادق و غبار الخنادق،
وقد تدخل هذه العلاقة في إطار العرض و الطلب، لكن تعالوا بنا نقارن بين جيش الاحتلال الصهيوني في معاملته المجندات الشقراوات وهو جيش (أخلاقي) كما يزعم، وبين رجال القسام في تعاملهم مع أسيرات جيش الاحتلال، و سأكتفي بنموذج واحد لأسيرة مع والدتها، لقد صرحت الأسيرة الشقراء الفاتنة بعد إطلاق سراحها، أنها لم تر رجال القسام طيلة مدة أسرها، إلا مرتين عند لحظة أسرها وعند اطلاق سراحها، حيث تم تسليمها لمجندات كتائب القسام مباشرة بعد دخولهم النفق، وأضافت أنها لم تتعرض لأية مضايقة ولم يلمسها مقاوم طيلة مدة أسرها، في رأيي أن الأمر واضح بعد أن شهد شاهد من أهلها، وهذا التصرف النبيل الملائكي من رجال القسام، في نظري ينسف مقولة “جهاد النكاح” من الأساس، لربما تمنت المجندة الصهيونية التي تعرضت لعملية اغتصاب، وذلك من طرف أحد الضباط كما اعلنت إذاعة العدو، قلت ربما تمنت في لحظة اغتصابها أن تكون أسيرة عند كتائب القسام، فقد يكونوا أرحم بها من ضباط جيشها (الأخلاقي)
ملاحظة : انا لا ابرئ جيوش بعض الأنظمة العربية من عملية الإغتصاب، بسبب تكوينها الأكاديمي العلماني، وهذا وقع في سوريا والعراق ومصر…، لكن عندما نتحدث عن جند القسام، فهذا جيش العقيدة الإسلامية والفهم الصحيح لمعنى الجهاد، باختصار يحاربون كما حارب الرسول صلى عليه وسلم، و يتعاملون مع الأسرى كما تعامل نبي الرحمة معهم، شتان بين جيش صهيوني مغرور فاسد غير اخلاقي، و جيش قائده الأعلى و قدوته خير خلق الله، ولو أراد جند القسام معاملة أسرى العدو بالمثل لفعلوا، لكنهم يخشون الله و يتخذون رسوله أسوة حسنة،في الأخير مسرور المراكشي يقول لكم حفظكم الله ٱواكم الله نصركم الله ثبتكم الله ✊🏼✌🏼
23 / 06 / 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى