الدكتور رشيد بنكيران يكتب : حملة مقاطعة خطبة وصلاة الجمعة : دعوة باطلة ومخالفة لشرع الله
د.رشيد بنكيران

أشار بعض أهل العلم الأفاضل إلى أن هناك حملة لمقاطعة خطبة الجمعة وصلاتها كما تؤكدها الصورة أسفله… وإن القيام بهذه الحملة يدل على جرأة كبيرة على شرع الله وحرماته، ولا يبعد أن تكون دسيسة من أعداء الدين ليوقعوا السذج والغافلين من الشباب والمراهقين.
وإذا كان سبب هذه الحملة هو ما يروج من خبر مفاده أن الأوقاف ستؤبد خطبة الجمعة الموحدة على جميع مساجد المملكة على وجه الدوام والتأبيد، فإن أصحاب هذه الحملة نادوا على أنفسهم بجهل عريض بالدين، وعرضوها لوعيد شديد. ذلك أنهم وقعوا في مصيبة الدعوة إلى تعطيل شريعة من شرائع الإسلام التي فرضها الله من فوق سبع سماوات!!
أيصح في الأذهان أن يهجر المسلم صلاة الجمعة وينادي بهجرها ومقاطعتها بسبب فتنة الخطبة الموحدة؟ ألا يعلم هؤلاء أن من صلى صلاة الجمعة دون شهود الخطبة أن صلاته صحيحة، وحضورها لا يزال فرضاً عليه ولو لم يتمكن من حضور الخطبة أو امتنع عن شهودها!!
نعم، نحن #نرفض_خطبة_الجمعة_الموحدة في المساجد على وجه الدوام والتأبيد #رفضا_تاما، لمخالفتها للشرع والعقل والتاريخ، وللمفسدة الكبيرة التي ستترتب عنها… لكن لا نطالب بالحق بالوقوع في الباطل، ولا ندفع الشر بشر أكبر منه، ولا ننخرط في عمل مخالف لشرع الله بدعوى الغيرة على شرع الله، فالغيرة على الشرع تستمد حقيقتها ووسائلها وآدابها من الشرع نفسه لا من العاطفة أو الهوى.
وبناءً عليه، فإنني أنصح أصحاب هذه الحملة نصيحة محب الخير لهم، والحارص على تدينهم وإيمانهم وعلى آخرتهم أن يقلعوا عن متابعة هذه الحملة الشيطانية ويتبرؤوا منها، وألا يقدموا على أمر من أمور الدين حتى يسألوا أهل العلم.