رأي

أسماء المرابط التي أسقطت من الأعلى لبناء مسار مهني..

رضا البوكيلي.

تداول مجموعة من النشطاء على الفيسبوك صورة تضم تدوينة للطبيبة أسماء المرابط، مفادها: “المبادئ الأخلاقية شبه مفقودة في الكتب الفقهية، فكل هذه المفاهيم القرآنية الأخلاقية النبيلة لا نكاد نراها في مناهج الفقه، حيث نجد فصول كاملة عن النكاح والطلاق دونت بمثابة أحكام تقنية مجردة لا وجود للقيم الأخلاقية فيها، أحكام فارغة من روح وفلسفة الرحمة والإحسان القرآنية وتعبر عامة عن ذهنية فقهاء ظلوا سجناء سياقهم العرفي والتاريخي”. مرفوقة بمجموعة من الردود على المغالطات الواردة في الكلام.

والجدير بالذكر أن هذه التدوينة التي أعيد نشرها، عبارة عن مقتطف من حوار مع الكاتبة أسماء مع موقع أنباء إكسبريس يعود لتاريخ 23 يونيو 2022.

في هذا السياق علق الباحث والمفكر إدريس الكنبوري على حسابه الشخصي بفيسبوك قائلا:
“مثل هذا الكلام لا يحتاج إلى خبرة لمعرفة أهدافه وإلى من يوجه. غالبا ما تضحكني هذه السيدة بتصريحاتها البعيدة عن المنطق والعلم والاطلاع. قبل سنوات اشتغلت في الرابطة المحمدية للعلماء؛ وكان واضحا أنها تريد فقط صناعة “ماض” تتكئ عليه في جولاتها اللاحقة للدعاية؛ حتى يقال إنها مرت عبر “مؤسسة دينية” ثم غادرت بسبب “مواقفها”. وهذه عملية معروفة يتقنها الدهاة ذوو المشروعات. والسيدة لا علاقة لها بالمعرفة الدينية لكنها أسقطت في تلك المؤسسة من الأعلى لصناعة شخصية أو بناء مسار مهني Faire Carrière”.

وأضاف الدكتور الكنبوري “السيدة أسماء تريد أن تكون ظلا لفاطمة المرنيسي التي هي مغرمة بها؛ ولكنها فهمت اللعبة الجديدة التي طالما تحدثنا عنها؛ وهي أن من يريد التصدي للإسلام يجب أن ينطلق من داخله؛ وليس من خارج كما كان حال المرنيسي؛ ولكي يفعل ذلك يجب أن يحصل على شرعية معينة؛ وقد كان المرور من الرابطة هو تلك الشرعية؛ حتى إذا هاجمت الدين أو المؤسسة الدينية كان لديها المؤهل “العلمي” لذلك؛ ويحق لها أن تقول: Mais j’y ai passé pas mal de temps”.

وختم الكاتب تعليقه قائلا: “من يقرأ هذه العبارات في الصورة التي وصلتني في الخاص يعتقد بأن هذه السيدة تقول ذلك عن علم وخبرة واطلاع؛ بينما زادها من العلم قليل وكل قوتها مستمدة من فرانكوفونيتها؛ ولكن الفرنسية لغة واللغة وحدها ليست هي المعرفة وإنما هي أداة لها فقط”.

ويشار إلى كون أسماء المرابط قد استقالت سابقا من الرابطة المحمدية للعلماء، ولها عدة مواقف مثيرة للجدل منها المطالبة بإسقاط الفصل 490 من مجموعة القانون الجنائي المجرِّم للعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، لكون هذا الفصل “يخالف أخلاق الإسلام ولا يليق بمغرب اليوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى