
أثارت صورة جمعت مصطفى الرميد، الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، مع الإعلاميين رضوان الرمضاني، ويونس دافقير، وعمر الشرقاوي، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. جاءت هذه الصورة لتثير استغراب الكثيرين، خاصة في ظل العلاقة المتوترة بين الإعلاميين الثلاثة وحزب العدالة والتنمية، وذلك بسبب مواقفهم العلنية ضد الحزب في قضايا حساسة مثل التطبيع مع إسرائيل.
خلفية الجدل
عرف الإعلاميون الثلاثة بمواقفهم الناقدة لحزب العدالة والتنمية وسياساته، مما أدى إلى خلق حالة من العداء بينهم وبين بعض قيادات الحزب وأعضائه. وقد تفاجأ الكثيرون من رؤية الرميد يستضيف هؤلاء الإعلاميين، الذين وجهوا انتقادات لاذعة للحزب، ووصفوه بأوصاف قاسية ووجهوا له اتهامات باطلة.
ردود الأفعال
جاءت ردود الأفعال متباينة، حيث كتب يونس دافقير، أحد الإعلاميين في الصورة، على صفحته بموقع فيسبوك، مدافعاً عن موقفه قائلاً: “دكالة أهل الجود والكرم.
قما بالك إن كانت في بيتهم سوسية حرة من قبيلتي ودواري وعائلتي.
كانت زيارة صداقة وصلة رحم مع العائلة، ما فيها لادولة عميقة لادولة الكشكوشة.
وهذا هو سر الإنشراح اللي في الصورة.
من جهة أخرى، انتقد آخرون الرميد بشدة، مستنكرين استقباله لهؤلاء الإعلاميين الذين حاربوا حزبه. كتب أحدهم: “بصاح هذا هو سي الرميد؟!!!.. دارو هادي واستقبل لي بغا!!.. لكن أن تستقبل هؤلاء الذين حاربوك وقالوا عن تنظيمك ما لم يقله مالك في الخمر، دعموا الصهاينة وحاربوا إخوانك وأخواتك بالباطل والإفك والبهتان وتتفرشخ معهم بالضحك وفي هذه الظروف، فهذا أمر غير مفهوم وغير مستساغ.. لم أعد أفهم هل ترمى المبادئ في القمامة بكل سهولة..”
الرميد بين المبادئ والتنازلات
يثير هذا الجدل تساؤلات عديدة حول مدى استعداد السياسيين للتنازل عن مبادئهم في سبيل تحقيق مصالح معينة أو لبناء جسور تواصل مع الأطراف الناقدة. هل يمكن للرميد أن يبرر استقباله لهؤلاء الإعلاميين في ظل الهجوم المستمر على حزبه؟ وهل يمكن اعتبار هذا اللقاء خطوة نحو تصفية الأجواء وبناء جسور تواصل جديدة، أم أنه مجرد تنازل عن المبادئ لتحقيق مكاسب مؤقتة؟
في نهاية المطاف، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن للسياسيين التوفيق بين التمسك بالمبادئ والحفاظ على العلاقات العامة، أم أن التنازلات تصبح ضرورة في عالم السياسة المعقد؟