رأي

..جبل أولامبيوس .!

مسرور المراكشي

يعد جبل أولامبيوس مقدسا عند الإغريق، ففي الثقافة اليونانية القديمة، تحكي الأساطير أن الآلهة تتربع على قمته، وهو يعادل في أهميته عند اليونانيين، ما لجبل عرفات من تقدير عند المسلمين، وتحكي الأسطورة أن أحد الآلهة الذي يسمى ( زيوس)، عند ولادته قام أربعة إخوة له بالترفيه عنه، وقاموا بسباق الركض، وتوج الفائز بوضع إكليل من أغصان الزيتون على رأسه، ومن تم أصبح غصن الزيتون رمزا للسلام، ويرجع إسم الألعاب الأولامبية الحالية إلى جبل(أولامبيوس)، ولقد بدأت هذه الألعاب تقام على شرف الإلاه (زيوس)، منذ سنة 776 قبل الميلاد إلى اليوم، و كانت في البداية خاصة بالرجال، حيث كان المتبارون يركضون تقريبا شبه عراة، وكانت البساطة في القوانين المؤطرة للمسابقات، حيث كان التباري بين المدن اليونانية فقط، وكانت الجوائز بسيطة كذلك، فهي عبارة عن إكليل من أغصان الزيتون، وقد ينقش إسم الفائز على عملة معدنية، كما كانت العقوبة طريفة أيضا، حيث كان الغشاش يجلد بقضيب من الزيتون، ليتحول هذا الأخير من رمز للسلام إلى وسيلة تعذيب، طبعا اليوم شهدت قوانين هذه الألعاب تطورا هائلا كما ونوعاً، كما أن الجوائز أصبحت بملايين الدولارات، والعجيب في الأمر أن التطور لم يمس جوهر هذه الألعاب، حيث بقي إسم الألعاب يذكر بجبل الآلهة المقدس (أولامبيوس)، بعد مرور آلاف السنين كما أن الشعلة الأولمبية لم تنطفئ، و بقيت إلى اليوم وهذه النار تدخل في الطقوس الوثنية القديمة، حيث كان يتم إيقاد شعلة مقدسة في معبد (هيرا) في أولمبيا، وذلك قبل انطلاق هذه الألعاب، ويعتقد أن الشعلة كانت رمزا لآلهة النار( هيستيا)، راعية العائلة و الموقد حسب معتقداتهم، واليوم لازالت نار هذه الشعلة متقدة، تسلم من البلد الذي نظم الألعاب السابقة، إلى البلد المرشح لتنظيمها مستقبلا، وهذه الشعلة لها طقوس وأعراف لا يمكن تجاوزها، حيث لا يكون شرف حمل الشعلة لمن هب ودب، لا يستلمها إلا علية القوم و السادة الكبار، من سياسيين ومثقفين وفنانين و رياضيين، حيث يتم الركض بالمشعل لمسافة معينة، ثم يسلم هذا البغل المحترم المشعل لبغل أخر، هكذا إلى أن يصل المشعل إلى البغل المحظوظ، فهو آخر من يتسلم المشعل تحت عدسات كمرات العالم، وهكذا يكون له شرف إشعال النار المقدسة، حيث يقوم بوضع المشعل على صحن مقعر به غاز، وعند تصاعد اللهب المقدس يصفق الحضور بحرارة، وتنطلق الألعاب بسم الإلاه (زيوس) وعلى شرفه، في الحقيقة التحول الكبير هو انتقال هذه الألعاب، التي كانت خاصة بشعب الإغريق وحده قديما، إلى العالمية اليوم فهناك حوالي 250 دولة مشاركة، و عشرة آلاف و خمسمائة رياضي من كل بقاع العالم، صراحة انا لا ألوم مشاركة السذج من البوذيين و الهندوس و وثني إفريقيا، ولا حتى الملاحدة والعلمانيين وغيرهم، لكن اللوم كل اللوم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، صاحبة أعظم كتاب جاء لهداية البشرية كلها، ألم تكن سورة الكافرون كافية لمنع هذا الذوبان الثقافي..؟ لقد أمر الله تعالى نبيه الكريم بعدم محاكاة فعل الكفار، أو المشاركة في أعيادهم وعاداتهم، بكلام معجز في اختصار (.. لكم دينكم ولي دين..)، مسرور المراكشي يقدم اعتذاره لسيد الخلق نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، نيابة عن أمة الملياري مسلم، يارسول الله أمرتنا بعدم اتباعهم و تقليدهم، لكننا احتفالنا بأعيادهم وفرحنا لفرحهم، وحزنا لحزنهم وغيرنا قوانينا ليرضى عنا اليهود والنصارى، أبحنا الخمور و تساهلنا مع الشذوذ إكراما لهم، إن هذه الألعاب الأولامبية خاصة لها حمولة وثنية، تشبه موسم الحج عند المسلمين، فهي تقام على شرف الإلاه( زيوس) منذ البداية، وبقيت محافظة على جوهرها الوثني و طقوسها، إن مشاركة المسلمين فيها هي تزكية للأهل الضلال، قد نشارك في العاب رياضية أخرى إلا هذه، هل عجزت أمة الملياري مسلم، عن تنظيم العاب توازي ما عند النصارى من العاب..؟، ملاحظة : لقد كانت الألعاب الأولامبية قديما في بداياتها، خاصة بالرجل وكان الممارسون يركضون شبه عراة، واليوم أصبح من حق المرأة المشاركة إلى جانب أخيها الرجل، وذلك بعد أن( تحررت ) تقريبا من كل ملابسها، فهي شبه عارية وهذا لجعلها أكثر رشاقة وخفة و( أنوثة) ممتاز أليس كذلك..!!؟، لكن ومع ذلك لنكن منصفين فهناك دولة، رغم صغر حجمها الجغرافي وقلة عدد سكانها، إلا أنها شرفت كل العرب والمسلمين، ونجحت فى تنظيم اجمل نسخة من نهائيات كأس العالم، حيث وقف الجميع تحية لها و لصمودها في وجه منظمات، الشواذ المدعومة من طرف الغرب الصليبي، حيث منعت تعاطي الخمور و ألجمة الشواذ والمثليين، وانتصرت للقيم الإسلامية السمحة وكانت دعوة للعالم، إنها قطر جازا الله خيرا قادة وشعب هذا البلد الأصيل، أرجوا من الله أن يسلم بلدنا المغرب، المرشح لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، من سعار وكيد منظمات المثليين والشواذ، مسرور المراكشي يقول لكم تذكروا أهل غزة الشهيدة، لا تنسيكم الميداليات الذهبية أو الفضية ولا القصديرية في معاناة إخوانكم الغزاويين، ولا يلهيكم تسجيل أهداف الكرة في مرمى الخصوم، عن هدف الأمة الكبير، ألا وهو تحرير فلسطين كل فلسطين، ارض الإسراء والمعراج من نهرها إلى بحرها✌🏼
21 / 07/ 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى