
سبب النزول:
ــــــــــــــــــــــــ
لما أن حولوا إلي شريط الشيخ حسن العقاد عن نقلٍ سمعه من شيخه فيما يتعلق برأي الشيخ عبد الحي الكتاني في الطرق الصوفية. سمعته يقول: يشهد الله أني ما كذبت على الشيخ فيما حدثني به. وقرأت تكذيبات للرجل فيما صرح به، فعادت بي الذاكرة إلى زمن قراءتي عن الشيخ نفسه في إقراره بهذا الأمر. فأردت إفادة المختلفين أن الشيخ تقي الدين الهلالي قد قال ذلك، وهو مسطور في كتابه الهدية الهادية.
هذا هو غرضي، وهو إثبات الحقيقة التاريخية، ودفع الظلم عن الشيخ حسن العقاد في تهمة الافتراء. وللقراء واسع النظر في الكيفية التي سيتعاملون بها مع تقي الدين الهلالي.
مناط الاختلاف:
ـــــــــــــــــــــــــ
وكان عندي فيما كتبته ابتداء هو التوجه إلى موضوع الخلاف فقط، وهو: هل قال تقي الدين ذلك أم لم يقله؟ على عادة أهل الصناعة: أثبت العرش أولا…ثم ليأخذ كل واحد من الناس الموقف الذي يدين الله تعالى به في الموضوع من جهة قراءته للمعلومة الهلالية أو تأويلها كما يحلو له إذا اتقى ربه.
ولأن الأمر يعني حمزة الكتاني في الدفاع عن المعلومة التاريخية، وسيكون بها سعيدا، أو على الأقل أن يبدي رأيه فيها وهو مطمئن إلى صحة ورودها. فقد ترك ذلك كله، ليحدثنا عن مناقب الشيخ عبد الحي رحمه الله تعالى، ثم قفز قفزة أخرى في تعويم الموضوع وإتلافه بأن هذا الموضوع هو ضد الشرفاء الكتانيين وعلمائهم وطريقتهم…ثم حشر أخاه الشيخ حسن الكتاني بطريقة لم أفهم غرضه منها في قضية استغلال الطرقية للناس، إلا أن يكون عندك علم بأخيك أنه يوافقك على قولك لم نعلمه.
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني في الهجوم على المختلفين معه.
مقال مسيء:
ــــــــــــــــــــ
ثم عنون مكتوبه الطويل الذيل، المنعدم الفائدة، بأن ما كتبته مقال مسيء في نظره، ففتشت في هذه الإساءات أين هي في موضوع التحقيق في نسبة قول لتقي الدين الهلالي فلم أعثر على بيانها عنده؟
وإن الذي رأيته وقرأته هو امتلاء مقالته بالإساءات، فاستبق الرمي بأن قرر رميي بدائه ثم الانسلال.
لا، يا حمزة. لا تورد الإبل في المذاكرات والاختلافات بهذه الطريقة. فإذا اختلف الناس في قضية تاريخية، فلا حق لأحد أن يبيح لنفسه أن اتهام المخالفين له باستعمال الكلمات النابية. بل عليك أن يتسع صدرك لما يراه الآخرون؟؟
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني في عدم الصبر على أصحاب الآراء.
لا أنزعج:
ـــــــــــــــ
وإني لا أجد انزعاجا مما تكتبه من السفاهة، والاغتراف من الوقاحة، لأني على يقين أن كتابة الإنسان هي عنوان عقله يعرضه على الناس، واطمئناني أنهم في هذه الأرض شهود على ما نقوم به، خيرا كان أو شرا، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم عن شهادتهم: وجبت…
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني في باب ما جاء في قلة الأدب.
الكتابة من عملك:
ــــــــــــــــــــــــــــ
ما أنا مقتنع به أن الكتابة من عمل الانسان، وهي المعبرة عن عقله ومكانته. ومن خلالها نستشف شخصية الكاتب ونفسيته وأخلاقه. وقديما قيل: من كتب فقد استهدف…
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني وأنه عاجز على ترك الوقاحة.
التصوف:
ـــــــــــــــــ
إن التصوف الذي يعرف حمزة الكتاني نفسه به، وأنه متبع للطريقة، ومحب للصوفية والتصوف أمر غير الذي يعرفه العقلاء والفضلاء.
إن واحدا مثلي ممن لم يكتب له هذا الشرف الذي يعالن به حمزة في الانتساب، أعرف جيدا أن التصوف خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف. وقيل في تعريفه: التصوف هو التخلي من الرذائل، والتحلي بالفضائل.
وقد خاب سعيي أني لم أجد هذا التصوف عند حمزة الكتاني ما يغريني فيه أنا البعيد عن القوم، وأني لم أحضر حضرتهم لأعرف الخبر. بل وجدت السفاهة، والرعونة، وقلة الأدب تنتفش بين أضلعه وأسطره، وتمرح في خيلاء من غير حكمة. وجدت حمزة الكتاني حريص على أن يمتاح من قاع السفاهة، ويصرخ صراخا لا ينتفع الناس بما يسطره.
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني في عدم انتفاعه بأخلاق القوم.
لم تتعلم الأدب:
ـــــــــــــــــــــــ
للأسف لم يتعلم حمزة الصوفي الأدب ولم يترب عليه، وألف الخشونة واتهام الناس، والاستعلاء عليهم أثناء المذاكرة العلمية، التي يصيبون فيها مرة ويخطئون مرة أخرى. ولم يجد ناصحا يطمئن إليه يدعوه لتغيير طريقته في المذاكرات.
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني في بطره الحق وغمطه الناس.
الاستشهاد بعبد القادر ابن سودة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحيث إنك استشهدت به رحمه الله تعالى، فلن أنقل عن الذين اتهموا عبد الحي الكتاني بالاغتصاب والقتل وغيرهما من الأعمال التي اتهم بها والله أعلم بصحتها… وإنما أنا ذاكر لك بعضا مما كتب المؤرخ ابن سودة عنه، وقد ارتضيته، إذ نقل شهادته في عبد الحي، فسماه وابنه عبد الأحد بالمنحرفين، وأن عبد الحد بن عبد الحي الكتاني انحرف تبعا لأبيه.( إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع)، وذكر أنه انحرف سياسيا فقضى على علمه وجاهه ونفسه(إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع)، وأنه كان كثير الإذاية والكيد(سل النصال)، وأن ابن أخيه المهدي بن محمد الكتاني قد ألف في كيدياته وما كان من إعاناته للسلطة الاستعمارية(سل النصال).
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني في التحول عن هؤلاء المؤرخين الذين يخالفونه أيضا.
لم أفسد كتاب الباقر بن محمد الكتاني:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنا لم أفسد كتاب الشيخ محمد الباقر الكتاني رحمه الله تعالى في كتابه: ترجمة الشهيد الشيخ سيدي محمد الكتاني، ولم أتصرف بالحذف والزيادة لأزور تاريخا كتبه الرجل الناس. ووضعوا الأجيال أمام الحقائق التي تزعجك. ولكنها تتأبى على التحريف عندما تختارها مطية لك.
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني وشنشنته.
غداة الاستقلال:
ـــــــــــــــــــــ
وفور حصول المغرب على الاستقلال شُكلت لجنة من العلماء سميت بلجنة التطهير، وكان يرأسها الشيخ محمد المختار السوسي رحمه الله تعالى، وكان من ضمن هؤلاء الذي أدانتهم اللجنة وحكمت عليهم، مجموعة من العلماء والطرق الصوفية، ومنهم وعلى رأسهم: الشيخ عبد الحي الكتاني.
فهل هؤلاء أيضا يحملون ضغينة على التصوف والصوفية، ومصابون بأمراض نفسية، ومستواهم الثقافي والحضاري منحوس كما تقول.
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني في مسارعته لقذع الناس وتسفيههم.
عادتك السيئة:
ـــــــــــــــــــــــ
ولأنك احترفت الإساءة، ومردت على قلة الأدب، لم يسلم الشيخ تقي الدين الهلالي من أذاك. فعوض أن ترد عليه قصته التي هي موضوع الحديث، ماذا فعلت؟
1ـ اتهمته بالكذب والحمق.
2ـ طعنت في علمه ومكانته.
3ـ اتهمه بالميل للغلمان والمثلية.
4ـ اتهمه بالكفر وأنه ترك التدين بالكلية.
5ـ اتهمته بالعمالة مع المخابرات الألمانية التي كان يشتغل عندها.
6ـ اتهمته في نسبه وأنه ادعى كذبا هذ النسبة. ومهرت ذلك بلعن الله تعالى له، وكذا الملائكة والناس أجمعين.
7ـ اتهمته بانعدام المبادئ، حيث تنازل عن آرائه لوليمة ضخمة قدمت له.
8ـ وقمت بسبه وتعييره بأنه: شقي الدين، وليس تقيا للدين.
والذي يعلمه المؤرخون أن العمالة تهمة مؤكدة في حق عبد الحي لا في حق تقي الدين(أنظر الصورة من كتاب الشيخ الشهيد والتي فيها اتهام الباقر الكتاني له بذلك)، وانظر اتهامات لجنة التطهير من الخونة غداة الاستقلال.
وللأسف أن من قرأ لكم وكان ينبغي أن ينصحكم بإزالة هذه الاتهامات لم يفعل؟؟؟ وما كان عليهم ترك النصيحة له.
وبعد:
ــــــــــــ
وحيث قررت القيام بهذه القبائح، وأعلنت عن لائحة الاتهامات التي اقتصرت على ذكر ثمانية منها فحسب، فإن الله تعالى أعطى عقولا للناس كي يتحملوا مسؤوليتهم فيما يسمعونه أو يركنون إليه. وانتظرنا منك أن تثبت بناصع الأدلة هذه التهم في حق الشيخ تقي الدين، فلم تفعل. لأن العمى التصوفي عندك أعشى عينيك عن أن تبصر أنك تتهم البرآء، وأنك إذ سلكت هذه السبيل، فحق الناس عليك ـ إذا كنت تحترمهم أو تحترم موازين ألشريعة ـ أن تؤكد صحة دعواك، وتبتعد عن الثرثرة التي لا فائدة من ورائها.
وأنا على يقين من أمري إلى الآن أن تقي الدين رجل صادق غير معصوم، وأنه لا يفتري، وأن ما ذكره حمزة الكتاني صادر كله من معين الحقد والافتراء إذ ازور عن تقديم دليل واحد يشهد لدعواه. وأنك يا حمزة عندي لست أمينا فيما جربته عنك مرارا من الخفة والنزق وغيرهما من مشينات الأخلاق. والله يهدينا ويهديك إن كنت تريد الرحمة بنفسك.
وأنا أعرف الناس بطريقة حمزة الكتاني ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
في الختام:
ــــــــــــــــــ
وإني لأدعو الله تعالى للشيوخ الذين وردت أسماؤهم في مقالتي بالمغفرة لي ولهم ولسائر المسلمين، وأن يهديك إلى الأدب في الحديث، ويجنبك مساوئ الأخلاق ورمي البرآء إن اختلفت معهم. آمين، والحمد لله رب العالمين.