
نعم كان حفل افتتاح الألعاب الأولمبية باريس 2024، من أروع ما تم تقديمه من عروض فنية في حفل افتتاح، فيه إبداع و لقد خرج عن المألوف حيث نظم في الهواء الطلق، كما وظفت فيه آخر تقنيات الليزر، والتصوير بالأبعاد الثلاثية مع موسيقى وجمالية المنظر، فعلا من حيث الشكل كان مبهرا وجميلا، يليق بأكبر حدث رياضي عالمي، لكن مع الأسف لم يكن المضمون في نفس مستوى الشكل، بل كان صادما مخيبا للأمال وغير متسامح مع الرأي الآخر، حيث سعى لفرض رؤية أحادية على الجميع، كما قال الطاغية فرعون : {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}، وفعلا هذا النهج ينسجم مع عقلية المستعمر، حيث السيد ( المسيو) يعتبر نفسه فوق الجميع ويفهم في كل شيء، ولا يمكن للطرف الآخر إلا اتباع خطواته الرشيدة دون مناقشة أو اعتراض، في رأيي كان هذا الحفل بمثابة إعلان حرب على قيم العائلة التقليدية، وعلى الموروث الحضاري لباقي شعوب الأرض، وعلى أخلاق الرجولة و قيم المروءة، إنني لن أناقش كل ما عرض في حفل الإفتتاح، لأن للفرنسيين كامل الحرية في عرض تاريخهم، والإفتخار بماضيهم الإستعماري، واستغلال الحدث للترويج السياحي لبلدهم، كل هذا اعتبره شأنا داخليا يخص الفرنسيين وحدهم، لكن تعالوا بنا نحلل بعض لوحات هذا الحفل، والتي اعتبرها شخصيا تتعدى حدود فرنسا، ولها تأثير سلبي على ثقافتنا العربية والإسلامية، فمنذ البداية كانت الرسالة واضحة لا غبار عليها، حيث كان اللون الوردي الفاقع رمز المثلية الجنسية يؤطر المشهد، إضافة إلى عروض رقص بلباس فاضح، مع إيحاءات جنسية و حركات يتفاهم بها الشواذ، و كانت هناك لقطة جد معبرة على توجه النظام الفرنسي مستقبلا، و سعيه لترسيخ المثلية الجنسية و فرضها فرضا، وذلك عندما تم رسم قلب كبير في سماء باريس باللون الوردي، بواسطة طائرتين تحت تصفيق و استحسان الحضور، و علق على المشهد أحد السذج المغفلين قائلا : ( إنها رسالة حب من باريس ..!!! )، فصاحبنا يصدق عليه المثل المصري القائل : ( زي الأطرش في الزفة)، ثم تأتي لقطة المكتبة التي تريحك من حيرة التأويلات، فلا يمكن تفسيرها إلا بدعوة صريحة لممارسة المثلية و الشذوذ الجنسي، حيث يظهر في المشهد شاب و شابة يتبادلان نظرات الإعجاب، و الملابس تحمل ألوان قوس قزح، وهي ترمز للمثلية الجنسية و عناوين الكتب لها دلالة كذلك : ( الحب – العشق- الرغبة)، ثم يلتحق بهم شخص ثالث بنكهة أنثوية، قد وضع على وجهه – هذا إن بقي عنده وجه – مساحيق تجميل نسوية بشكل مبالغ فيه، و ينطلق الثلاثة يركضون ويتبادلون القبل، وعند ولوجهم إحدى قاعات المكتبة، يتولى الشخص الثالث ذو الوجه الممسوخ، غلق الباب دون المصور وعلى وجهه قد ارتسمت ابتسامة خبيثة، ولسان حاله يقول : ( إنها علاقة خاصة لا نريد إزعاجا !!)، والغريب أن هذا المشهد يأتي بعد لوحة أخرى معبرة كذلك، والتي تظهر انتصار الثورة الفرنسية على الملكية، ويظهر شعار ( الحرية) على الشاشة، وهو شعار الثورة الفرنسية المظفرة، وهذا يلخص هدف الثورة لأن ذلك أتى مباشرة بعد لقطة المكتبة، و الحرية بهذا المفهوم لها هدف واحد هو الحرية الجنسية لاغير، لهذا نرجو السلامة الصحية للجماهير المغربية، التي حضرت لفرنسا من عدوى الأمراض الجنسية السيدا ومشتقاتها، خلاصة : لقد تعرضت منظمات الشواذ والمثليين للتضييق في مونديال قطر ووقع عندهم كبت، لهذا فرنسا لم تفوت فرصة تنظيم هذه الألعاب، لتعلن للعالم برنامج الدعوة للمثلية الجنسية، و تعوضهم عما فات في مونديال قطر، وهذا إنذار قوي للعالم العربي والاسلامي من خطر قادم، باريس عاصمة الظلام تتقدم الغرب الصليبي، حاملة مشعل المثلية الجنسية في الألفية الثالثة، مسرور المراكشي يحذر المسلمين عامة و دول المنظومة الفرنكوفونية خاصة، لأنها المستهدفة الأولى من فرنسا راعية المثلية الجنسية، وليس صدفة أن يقوم سعادة وزير العدل ياحسرة، لإحدى هذه الدول بالدعوة إلى إلغاء طلب عقد الزواج، وذلك عند ولوج الفنادق وهي دعوة صريحة لتعميم الدعارة، كما أن هناك دعوات لعدم تجريم العلاقات الرضائية، والتسامح مع الخيانة الزوجية ومع المثلية كذلك، كل هذا يأتي في سياق ضغط فرنسي متصاعد، فماذا أنتم فاعلون…؟ مسرور المراكشي يقول لكم : الإنسان قد يغلط أحيانا وهذا أمر عادي، لأن الكمال لله و العصمة من الذنب، لا تكون إلا للأنبياء والمرسلين، لهذا كانت متلازمة الذنب مع الإستغفار والإنابة، لكن فرنسا و تلامذتها النجباء، يرغبون في جعل هذه المعاصي عادية، ولا تستوجب لا استغفارا ولا إنابة ولا يحزنون، بل هي من صميم حقوق الفرد و تستوجب التشجيع، اللهم إن هذه(لحرية).
اللهم أحينا بشرا وأمتنا بشرا و احشرنا مع البشر، و نجنا من نهج البهائم والبقر.