
وذلك مصداقا لقوله تعالى في سورة الشعراء: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
ومصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن في الجسد مُضغةٌ إذا صلُحت صلُح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
فالقلب تصيبه أمراض معنوية فيفسد، وإذا فسد احتاج للعلاج، لكن الأفضل أن يتقي العبد الأسباب المؤدية لمرض القلب، وأمراض القلوب نوعان: مرض شبهة المذكور في قوله تعالى (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) ومرض شهوة المذكور في قوله تعالى (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) وهي شهوة الزنا..
ولابد أن يتعرض القلب للفتن التي تكون سبب مرضه إذا أشربها وسبب قوته إذا أنكرها كما صح بذلك الحديث عن النبي
ﷺ: “تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نُكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نُكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيض كالصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخّيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا؛ إلا ما أشرب من هواه”.
فالأسباب التي تعين على قوة القلب وسلامته من الفتن هي؛
أولا : ذكر الله ورأسه تلاوة القرآن، والدعاء؛
ثانياً: المحافظة على الصلاة في وقتها؛
ثالثا: اجتناب كبائر الذنوب وعلى رأسها الشرك بأنواعه والبدع بأنواعها؛
رابعاً: تحري الحلال في المطعومات والمشروبات؛
خامسا: غض البصر فالنظر للصور مؤذي للقلب؛
سادسا: مخالطة الصالحين؛
سابعا: الابتعاد عن رفقة السوء وأماكن اللهو الحرام والاختلاط؛
ثامنا : الصدقة فإنها علاج ووقاية؛
تاسعا: طلب العلم الذي به تدفع الشبه؛
عاشرا: الصبر، فبالصبر تحقق الأسباب التسعة السابقة، صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على الأقدار.
فبقدر نصيبك من هذه الأسباب العشرة يصلح قلبك ويسلم من أمراض الشبهات والشهوات فتلقى الله بقلب سليم.
يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ