رأي

هل تدرك حكومة أخنوش معاناة البسطاء أم أنها في وادٍ والشعب في وادٍ آخر؟

بقلم كمال عصامي

مع اقتراب نهاية فصل الصيف، يبدو أن موجة الغلاء التي اجتاحت الأسواق لم تترك شيئاً إلا وأصابته، من الطعام والفواكه إلى اللحوم والبنزين. ومع انتهاء الصيف، يتأهب المواطنون لاستقبال موسم دراسي جديد، يحمل معه هموماً إضافية تتعلق بارتفاع أسعار الكتب المدرسية، والدفاتر، والأقلام، وكافة المستلزمات التعليمية. ولكن كيف سيتمكن المواطن البسيط من توفير كل هذه الاحتياجات لأبنائه وسط هذا الغلاء الذي لا يرحم؟

البسطاء، الذين يعتمدون على دخل محدود، يجدون أنفسهم محاصرين بين مطرقة الاحتياجات الضرورية وسندان الغلاء. فبينما يحاولون توفير لقمة العيش لأسرهم، يجدون أنفسهم مجبرين على الاستدانة، لعلهم يتمكنون من مواجهة هذه الظروف الصعبة. ولكن الديون تتراكم، وتتحول الحياة إلى جحيم من المعاناة والعذاب، حيث يصبح من الصعب جداً على هؤلاء الفئات التقدم أو حتى الحفاظ على المستوى المعيشي الذي يطمحون إليه.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، ليس غريباً أن نجد بعض الشباب يلجأون إلى الكحول والمخدرات كوسيلة للهروب من الواقع الأليم. فالإدمان هنا يصبح هروباً من التفكير في المصاعب اليومية، ووسيلة لتخفيف الألم النفسي الذي يسببه الغلاء والفقر وهذا بالطبع لا نقبله وندينه لانه ليس حلا . ومع استمرار هذه الأزمة، يظل السؤال مطروحاً: إلى متى سيظل هؤلاء البسطاء على هامش التفكير الحكومي؟ متى سيتم الالتفات إلى معاناتهم ووضع حلول جذرية تحميهم من هذه الحياة التي أصبحت أقرب إلى الجحيم؟

وهنا يأتي التساؤل الكبير: هل تعي حكومة أخنوش هذا الكلام؟ أم أن حكومة أخنوش في وادٍ والشعب المغربي في وادٍ آخر؟ يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين صناع القرار ومعاناة المواطن البسيط، وإذا لم يتم ردم هذه الفجوة قريباً، فقد يجد البسطاء أنفسهم في مواجهة مستقبل أكثر قتامة، دون أمل في التغيير أو تحسين أوضاعهم المعيشية. المطلوب هو تفكير جديد وسياسات تتعامل مع الأسباب الجذرية للمشكلة، وليس مع أعراضها فقط. فبدون ذلك، سيظل المواطن البسيط يعيش في دوامة لا تنتهي من العذاب والديون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى