
أبي كان ممن يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض…
أبي كان له وصل دائم بمولاه، فلا تجده إلا ذاكرًا، مسبحًا، متفكرًا في ملكوت الخالق وأقداره وتصرفاته…
ومن محبته لمولاه، كان موضوع أطروحة الدكتوراه التي أنجزها بعنوان “الله جل جلاله في القرآن الكريم”.
في كل أمر كان يكرر: “ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا”، فكان يحب التسليم لله والتيسير في الأمور…
لم يكن ممن يعاتب ولا ممن يُثقل، فكان خفيف الظل، وهكذا رحل خفيفًا…
أبي لم يكن يحتفظ في قلبه بحقد أو بغض تجاه أي شخص، فلا يذكر أحدًا إلا بخير أو بدعاء بالصلاح…
أبي كان محبًا للمعرفة والفلسفة والثقافة… مصاحبًا للكتب والكتابة…
لم تكن أحاديثي معه تخلو من الفكاهة والتفاؤل، سأفتقد حكمه ومزاحه ونصائحه العميقة… ومما كان يقول لي: “كوني مريمية يأتيك الرزق من ربك كما جاء مريم في محرابها…”
ورحل أبي متوضئًا، مستقبلاً للقبلة، ساجدًا لربه…
سلام على روحك يا أبي ورحمة من الله ورضوان ونعيم…
وأثابك الله علينا أجرًا كريمًا مباركًا.
والحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.”