رأي

“حكومة غافلة وشعبٌ يُعاني: إلى متى تستمر المعاناة؟”

بقلم كمال عصامي

يمر المغرب بفترة عصيبة تسيطر عليها أزمات متعددة تمس شتى جوانب حياة المواطن. غلاء الأسعار، وتدهور الخدمات العامة، وارتفاع نسب البطالة، وانتشار الهشاشة الاجتماعية أصبحت سمة بارزة في ظل هذه الحكومة. ومع ذلك، تبقى الحكومة غافلة عن آلام الشعب، متجاهلة بشكل واضح ومتعمّد لمطالبهم الملحة، مما يجعل الوضع الاقتصادي والاجتماعي أكثر إلحاحًا وأشد خطورة. اضافة الى ان المغرب يشهد  موجة من الغلاء غير المسبوق، مما جعل الحياة اليومية للمواطن المغربي تحديًا حقيقيًا. لم يعد الأمر يقتصر على السلع الأساسية، بل امتد إلى كل مناحي الحياة، مما أثقل كاهل الأسر التي تكافح لتلبية احتياجاتها الأساسية. في ظل هذا الوضع، لم تقدم الحكومة أي حلول جذرية أو سياسات فعالة تخفف من وطأة هذا الغلاء، وكأن الشعب يواجه هذه الأزمة وحيدًا دون أي دعم.

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من هذا الواقع المرير، نجد أن بعض وزراء الحكومة يتجرأون على القيم الدينية، في استفزاز واضح لمشاعر المغاربة الذين يعتبرون الدين جزءًا لا يتجزأ من هويتهم. هذا التحدي الصارخ لقيم المجتمع يزيد من حدة التوتر، ويعمق الفجوة بين الشعب والحكومة، التي يبدو أنها تتجاهل حساسيات المجتمع الدينية والثقافية.

والطامة الكبرى ان تشهد المدن الشمالية للمغرب ظاهرة هجرة جماعية غير مسبوقة نحو مدينة سبتة المحتلة، ويكفي ان تدخل مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدة فيديوهات وصور توثق هذه الهجرة  وكما لاحظنا جميعا انه  لا يقتصر الأمر على الشباب العاطل فحسب، بل يشمل النساء والأطفال، في مشهد يعكس اليأس والبحث عن حياة أفضل خارج حدود الوطن. هذه الهجرة غير القانونية تعكس حجم المعاناة والإحباط الذي يشعر به المواطنون تجاه وضعهم الحالي.

كل هذا وللاسف الشديد لم تكتفِ الحكومة بإهمالها للمطالب الشعبية، بل بدأت في ملاحقة كل من يجرؤ على انتقادها أو انتقاد أحد وزرائها، في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة. هذا النهج القمعي يعكس تجاهل الحكومة لأصوات الشعب ومعاناته، وزيادة في تعميق الفجوة ، فحق لنا ان نتساءل : متى تستفيق هذه الحكومة من غفلتها؟ هل تدرك حجم المعاناة التي يعيشها المواطن؟ إلى متى ستستمر في تجاهل أصوات الشعب وصم آذانها عن المطالب المشروعة؟ يبقى المستقبل غير واضح، ولكن ما هو مؤكد أن المغرب يعيش أزمة تتطلب تحركًا جادًا وفوريًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى