إذاعة محمد السادس وتحديات جودة الإنتاج الفني الملتزم: تجربة شخصية في عالم الإنشاد
بقلم كمال عصامي

لطالما كانت إذاعة محمد السادس منبرًا متميزًا في الفضاء الإعلامي الديني المغربي، إلا أن جودة المحتوى الفني الملتزم، وخصوصًا في مجال الإنشاد والمديح، لا تزال تثير الجدل. في حين أن بعض الإنتاجات الإنشادية التي تقدمها شركات متخصصة تمتاز بالاحترافية والإتقان، نجد أن بعض المواد التي تُنتج من قبل الإذاعة نفسها تفتقر إلى نفس المعايير العالية التي تتطلبها مؤسسة رسمية دينية.
وأنا إذ أكتب هذه السطور كصحفي، أتحدث أيضًا من موقع المنتج، حيث أن معظم إنتاجات شركة “عصامي للإعلام” شكلت اللبنة الأولى لانطلاقة مؤسسة محمد السادس في هذا المجال. كانت تجربتي في إنتاج الألبومات الإنشادية محكومة دائمًا بالحرص على الإتقان والاهتمام بالتفاصيل، وهي معايير تفرضها القيم الإسلامية التي تحث على الإحسان في كل شيء.
للأسف، لم تواكب إذاعة محمد السادس هذه المعايير في بعض ما تقدمه من إنتاجات فنية، وهو ما يتطلب مراجعة شاملة للمنهجية المتبعة. لا يكفي أن يكون الهدف هو تقديم محتوى ديني، بل يجب أن يتم تقديمه بجودة تضاهي الرسالة السامية التي يسعى إلى إيصالها. اعتقد ان تحسين الجودة في هذا المجال ليس ترفًا، بل هو ضرورة، خاصة وأن الفن الملتزم يساهم بشكل كبير في توجيه المجتمع نحو قيم الدين والأخلاق. فالإذاعة بحاجة إلى الاهتمام بتطوير الإنتاجات الفنية بما يتناسب مع حجم المؤسسة، والاستفادة من تجارب الشركات المنتجة التي وضعت بصمتها في هذا المجال منذ البداية وللكلام بقية …