رأي

الاحتفال بذكرى المولد النبوي بعيون المعتدلين المتبصرين

حسن الشنقيطي المغربي

معشر المعتدلين المنصفين
ينبغي لنا أن نستغل الذكريات الغالية بالتعريف بسيد البشرية

فيا أحبابنا انشروا حب الحبيب في هذا الشهر خاصة و في غيره عامة بين أولادكم و تلاميذكم و طلابكم و أصدقائكم و ذويكم و بين عامةِ المسلمين، في البيوت و المدارس و المساجد و غيرها،

اغرسوا في نفوسهم مودته و توقيره وإجلاله، و علموهم سيرته، و الابتهاجَ بيوم ولادته، و الفرحَ بعثته و رسالته ، و الاعتزازَ بالانتساب إلى دينه و دعوته، و الغيرة على تعاليم شريعته،
و التشرفَ بالحنين الى زيارته و السلامِ عليه، و الصلاةِ في مسجده، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.

فما أجهلَ الناس في زماننا بسيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم،
فهذه الايام من كل عام لدى علماء الاسلام مناسبة عطرة غالية للتذكير والتعليم و الابتهاج و الاحتفاء بإمام الأنبياء و سيد العالمين… وصدق الله إذ قال [وذكرهم بأيام الله] و قال[ قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا]….

ورحم الله الإمام الحافظ بن حجر وهو مَن هو في العلم و التقوى و الجلالة وهو يؤصل لهذه المناسبة الغالية بعلم و حلم و قيود شرعية، و نظرات بعيدة مرضية، و مقاصد رصينة شرعية، فقد نقل عنه تلميذه الامام السيوطي في كتابه [حسن المقصد في أدب المولد] وفي كتابه الحاوي للفتاوي (1/229)

[و سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد، فأجاب بما نصه : أصل عمل المولد بدعة ، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن ، وتجنب ضدها : كان بدعة حسنة ؛ وإلا فلا . قال : وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ، ونجى موسى ؛ فنحن نصومه شكرا لله تعالى.

قال: أي الحافظ : فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنّ به في يوم معين ، من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة . والشكر لله يحصل بأنواع العبادة ، كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ؛ وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم ؟ …
قال : فهذا ما يتعلق بأصل عمله .وأما ما يعمل فيه : فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم به الشكر لله تعالى ، من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة ، وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة .وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك : فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم : لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروها فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى. ]انتهى كلامه

ورحم الله الإمام أباشامة شيخ الإمام النووي القائل [ومن أحسن ما ابتُدِع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف واظهار الزينة والسرور فإن ذلك مع مافيه من الاحسان للفقراء مُشعر بمحبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكرا لله على ما من به من ايجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين.]
انظر كتابه الباعث على انكار البدع والحوادث.

وصدق المحب القائل:

نفسي تحن إلى مدينة طه …
فمتى أزور المصطفى وأراها

بدر الليالي في المدينة يسطع…
والقبة الخضراء لاح ضياها

يوم اللقاء عسى يكون قريبا …
لأمتع الأحداق في أرجاها

لا لا تلمني يا عذول فإنما …
عشقي لطيبة من محبة طه

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين….و شرفنا بزيارته مرات عديدة و شفعه فينا و أكرمنا بصحبته في جنات النعيم
امين يارب العالمين.

حسن الشنقيطي المغربي
10 ربيع الأنوار 1446

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى