
دون الإحاطة بالأسباب والدواعي التي دفعت هؤلاء الشباب إلى هذه المبادرة الحسنة. ولا أظن تلك الدواعي تخرج عما هو واقع من ضعف إقبال فئة من الناس على الصلاة وخاصة الحضور إليها في المساجد. فتلك واحدة من الأمور التي تحمل المسلم على مثل هذه الحملات
في هذا الصدد يمكن تقديم مجموعة من الأفكار الخادمة لهذه الحملة والداعمة لها، ومن ذلك :
– توجيهات القرآن الكريم لعموم المؤمنين تعطي الأهمية والاسبقية لفريضة الصلاة قبل غيرها من الأمور من إنفاق وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغيرها من الفضائل التي دعا إليها الإسلام وحث الناس على العض عليها بالتواجد. قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾[ سورة الحج: 41].
فعل الخير عمل محمود شرعا : قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩﴾
[ سورة الحج: 77]” ، ولا شك أن هذه المبادرة من الأفعال التي تدخل ضمن دائرة فعل الخيرات ، مما يزيد أصحابها دافعا نحو مزيد من مواصلة التعريف بحقيقة ما يدعون إليه من أمر الصلاة .
نجاح وانتشار الأفكار وبلوغها قلوب الناس لا يرتبط بقدرة الإنسان على إتقان فنون الخطاب وغيرها من أدوات التأثير في الآخرين، وان كان ذلك امرا مهما ،وإنما يكفي الإنسان المسلم أمر اساس ،وهو إخلاص النية والقصد لله تعالى فيما هو مقبل عليه من الخير ، ولنا فيما قصه القرآن في سورة” يس” عن الرجل الصالح الذي جاء من أقصى المدينة يسعى خير شاهد على ذلك حيث كان لكلامه بالغ التأثير في الآخرين حتى كان منهم ما كان من ردود الفعل اتجاه . وعليه اذا كان من شيء يحرص عليه في هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الحسنة الأخرى هو الاجتهاد في تنقية النفس مما يصرفها عن إخلاص العمل لله تعالى .
السنة الحسنة كما هو معلوم في الحديث النبوي مأجور عليها ، “فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ” فأعظم بها من مبادرة حسنة ، بشر النبي عليه السلام اصحابها باجر كبير إلى يوم القيامة.
قال تعالى: ” (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )
جاء في التفسير : ” فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ، فإنها من وجل القلوب من خشية الله, وحقيقة معرفتها بعظمته وإخلاص توحيده”
ومنه يقال ان حملة الدعوة إلى الرجوع للصلاة، بما هي تعظيم لشعائر الله ، دليل وجل قلوب اصحابها وخشيتهم من الله ، ودليل كذلك حقيقة معرفتهم بعظمة الله تعالى.