
ماهو جدري القردة ؟
ما مدى خطورته ؟
ما علاقة جدري القردة بالزنا؟
في هذا المقال نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة لنضع القارئ في الصورة التي يشكلها هذا الفيروس الخطير، والذي سجل أول حالة له ببلادنا بمدينة مراكش الأسبوع الماضي أكدتها الجهات المعنية..
1) فيروس جدري القردة:
في تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، ذكرت أن العديد من البلدان في أفريقيا تشهد مزيدا من حالات الإصابة بمرض جدري القردة، حيث يعبر الفيروس القاتل الحدود الوطنية، مع مخاوف من أنه قد يتسبب في تفشّ عالمي كبير.
وبحسب التقرير نفسه أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العامة، ونشرت برامج تتبع للمخالطين مع التطعيم الشامل، ورفعت حالة الطوارئ في مايو/أيار 2023 بعد رصد عدة إصابات.
وتكون أعراض المرض عادة شبيهة بالإنفلونزا كالحمى والقشعريرة وآلام العضلات وطفح جلدي يبدأ في شكل بقع تتحول إلى بثور ممتلئة بالسوائل وتشكل هذه البثور في النهاية قشورًا، مع ارتفاع في حرارة الجسم..
وتشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشيًا حادا في ظل تسجيل أكثر من 14 ألف إصابة و524 حالة وفاة منذ بداية عام 2024..
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي لثاني مرة خلال عامين، وذلك عقب امتداد تفشي الوباء الفيروسي من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين لديهم شراكات جنسية متعددة، أو جديدة، هم الأكثر عرضة للخطر.
2) جدري القردة ينتشر بالاتصال الجنسي وغيره:
أكدت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني، أن المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، أكثر عرضة للمرض، إذا مارسوا الجنس أو أي شكل آخر من أشكال الاتصال الوثيق مع شخص ما.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين لديهم شراكات جنسية متعددة، أو جديدة، هم الأكثر عرضة للخطر.
كما دعت الهيئة العليا للصحة في فرنسا الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال وكذا العاملات في مجال الدعارة إلى ضرورة تلقي لقاح ضد مرض جدري القردة المعروف باسم “إمبوكس”، في ظل الانتشار الكثيف لفيروس “جدري القردة” في إفريقيا.
وحسب الهيئة، فاللقاح الذي تنتجه شركة “بافاريان نوردك”، والذي يُسوق في أوروبا تحت اسم “إيمفانيكس”، يجب أن يُعطى للأشخاص المعرضين للخطر، وهم تحديدا ذوي العلاقات الجنسية المتعددة.
3) هل يسقط الفيروس الدعوة لتحرير العلاقة الرضائية؟!
تعرف “العلاقة الرضائية” بأنها العلاقة الجنسية بالتراضي خارج الإطار الشرعي للزواج، وهي الزنا في الاصطلاح الشرعي، وينص الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي على أن “كل علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية تكون جريمة الفساد، ويعاقب عليها الحبس من شهر واحد إلى سنة”..
وقد ارتفعت أصوات حداثية تطالب بإلغاء هذا القانون من أجل تحرير العلاقة الجنسية إذا كانت بالتراضي بين بالغين ولو خارج الزواج..
كما عاد النقاش بقوة بعد دعوة وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي في مايو/ أيار الماضي إلى التخلّي عن شرط إظهار عقد الزواج للإقامة في الفنادق، معتبرا أن هذا الأمر غير قانوني ويعدّ تدخلاً في الحياة الخاصة للناس،لتخلق دعوته خطاً موازيا مع الجدل القائم حول “العلاقات الرضائية”.
4) الدين الاسلامي ومحاصرة المرض:
إذا كان الدين الاسلامي يشدد عقوبة الزنا فلأجل حفظ الأنساب وإضعاف ظواهر اجتماعية خطيرة مثل الأمهات العازبات والأطفال المتخلى عنهم وكذا تشجيعا للزواج وتأسيس الأسرة.
الذي يظهر جليا أن الوقاية من جدري القردة يمكن تحققها من خلال تفعيل قوانين الزجر عن الدعارة والزنا والعلاقات الرضائية..
فالله تعالى لم يحرم الزنا فحسب، بل حرم الاقتراب منه (ولا تقربوا الزنا) وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس الفتاك ينتشر أيضا باللمس والتقبيل أي بمقدمات الزنا..!
المفروض أن تغيب مثل هذه الأمراض في البلاد الإسلامية لولا أنها ابتليت بهذه الدعوات لتحرير الفساد، فالمسلم الذي يقرأ قوله تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا،يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)
فلا يسعه وهو يسمع كلام الله إلا أن ينزجر ويبتعد عن مواقع الدعارة والزنا واللواط والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
الأحداث أكدت أن OMS لا يهمها عالم خال من الأمراض. فقط يهمها عالم الكل فيه يخضع لعمليات تلقيح دورية ولو تطلب الأمر اختراع أمراض جديدة. اللقاحات كلها آفات.