
انقسم العالم بين روسيا وأمريكا وإسرائيل وإيران، وظهر هذا الانقسام في التوزيع الجغرافي، وبالتقطيع السياسي للدول،فكثرت القطريات، والمحميات الخاصة،واشتعلت الحروب الأهلية بسبب الجوار،والخلافات، والاصطفافات،التي انكشفت ان مناطها كان غير صحيح، فلا هي قومية، ولا هي إسلامية، بل هي صورة من صور التبعية للاقوياء والاذكياء، فبدأ مسلسل التطبيع مع الكيان الغاصب،في جو تبادلت فيه التهم، فصار كل مطبع يطلب ود ووساطة الدول الخبيثة لنيل رضا أمريكا، حيث نشط التردد على مراكز القرارات، ومغازلة اللوبيات في أمريكا، مقدمة تنازلات بضغط الإحراج والتهديد بالاستبدال مع النفي والنبذ.
اما الشعوب التواقة للحرية والكرامة لم تقبل فطريا التطبيع الصريح مع الشر المطلق، وغير الصريح مع النبتة المجوسية.
فاصرائيل وصيران لهما نفس المشروع ، فالأولى تبحث عن استرداد ملك داود،والثانية تتوق إلى إحياء مجد فارس،وما دام ان النخب العربية والإسلامية، لا تقرأ التاريخ، ولا تستخلص منه الدلالات والاعتبارات، وما دامت مستمرة في الاستبداد، بإلغاء حقوق الناس في التعبير والتفكير والإسهام في القرارات، فإن المشروع الإيراني قادم،ومشروع الشر في توسع، لا يوقفهما إلا دول ذوات سيادة كاملة،
قادرة على التنافس الدولي بندية صامدة، ومتفتحةعلى العقل والعلم والدين الصحيح، مع تقديم علاجات للصراعات الأخوية، وبتوطيد العلاقات، فهذه فرنسا و ألمانيا قد اتحدتا ،وقد كان الصراع بينهما من قبل لا يطاق،وهذا المبتغى ليس ببعيد المنال، تكفي فيه العقلية الراشدة والكافية،وتجاوز الأنانيات، مع إيقاف العمالة للأعداء ،الذين يؤججون الصراعات القومية، والنزاعات بين الأقليات، الشيء الذي يجعلها تابعة لها،خاضعة لأوامرها، مع استغلال ثرواتها ومقدراتها المادية والمعنوية،أما إذا سارت الجهود في إتجاه الاتحادات الثقافية والسياسية والاقتصادية، فهذا يمكن الأمة العربية والإسلامية من استرداد القوة المادية و المعنوية، والقضاء على التشتت الإيدولوجي بالجمع بين التحرر التحرير .
تحياتي