ثقافة وفن

احك يا شكيب : ” لا ضياع مع الأمل “

ذ شكيب مصبير

سيدة من شمال المغرب ، في سن الشباب في العشرينيات من عمرها ، وجهها تظهر عليه علامات الحزن و الذبول ، دموع تركت أخاديد ، عندما تلتقيها تشعر و كأنك أمام إنسان فقد الأمل في الحياة، و لم يعد يشعر بالأمن و الأمان و فقد الثقة في كل من حوله ، هكذا كان يحكي لي صديقي عن هذه السيدة ، و للمزيد من توضيح الصورة حكى لي حوارا مطولا بينه و بين تلك الشابة المعذبة .
صديقي السائل : سيدتي مالي أراك في حزن مستمر و عيونك لا تفارقها الدموع كلما التقيتك في هذه الحانة ؟
الفتاة : نعم حالي هكذا منذ وقعت لي واقعة مؤلمة ، والألم و الدموع لا يفرقان عيني ، بل أصبحت مكسورة الجناحين ، لا طعم للحياة و لا أمل في مستقبل كل شيء أصبح أمامي مظلما … فأصبحت مدمنة على كل أنواع المخدرات لعلي أنسى ما ألم بي
صديقي السائل : احك لي حكايتك لعلي أساعدك .
الفتاة : حكايتي بدأت منذ أن تعرفت على شاب دركي في فترة ضياع من حياتي ، احتواني و أخذ بيدي ، منحني الحب و الأمان ، بعد ان كنت أعيش حالة الضياع ، خمور و حشيش و سهر ليالي في الملاهي ، في هذه الفترة و أنا على هذا الحال تعرفت على أمين ، في البداية أصبحنا صديقين و بعدها أحبني و أحببته ، لا نكاد نفترق ، إلا في فترات وجوده في عمله، يغدق علي بالعطاء ، لم أعد معه أحتاج لأي شيء ، أصبح حريصا على حياتي و أخلاقي و سلوكي ، بل حياتي اصبحت معه جميلة و لها معنى ، أصبحت أومن بالحب و الوفاء و أصبحت أعيش الأمن والأمان الحقيقي و الثقة و أن الدنيا فيها خير …
صديقي السائل : ما الذي وقع لك حتى تغير كل شيء و أصبحت كما انت عليه الآن من ضياع و ذبول و اكتئاب و حزن مستمر و دموع لا تفارق عينيك ؟
الفتاة : وقع ما لم يكن في الحسبان ، مات حبيبي أمين بحادثة سير مميتة لما كان يسوق سيارته أثناء ذهابه للعمل ، و منذ ذلك الوقت و أنا أعيش في ضياع و بؤس و تشتت ، في البداية لم أصدق الخبر الصاعقة ، و لكن بمجرد وصولي لمقر عمله أصبح الخبر يقينا ، عندما قدم لي زملاؤه في العمل العزاء وواسوني ، فسقطت مغشيا علي من هول صدمة الخبر الصاعقة ، فلما استيقظت ووجدت نفسي محاطة بمجموعة من أصدقائه في المصحة ، أول ما تبادر إلى ذهني أن أيامي بعده ستصبح ضياعا و الحياة ستصبح قاسية و مظلمة .
صديقي السائل : كيف عشت أيامك الاولى بعد تلك الصدمة الصاعقة كما قلت ؟
الفتاة : حياتي من بعد فقدان أمين أغلى حبيب و صديق جحيم لا يطاق ، كابوس قضى على كل الاحاسيس التي عشتها معه ، الحب و الوفاء و الأمن و الأمان و الثقة ، في البداية فكرت في الانتحار لولا إيماني بربي لكنت ارتكبت كبيرة ، و لكن الله لطف ، و ها أنا ذا كما ترى يا أخي.
صديقي السائل : يا سيدتي أشعر بما تعانيه من حزن على فراق حبيبك أمين ، و لكن وفاؤك له سيكون مفيدا لو استقمت على ما هداك اليه من طريق مستقيم ، و بدوري أدعوك للاشتغال بشركتي مستدخمة به ستضمنين عيشا كريما و سكنا و استقرارا ، و بالفعل تغير حالها و تزوجت من زميل لها بالعمل و انجبت أولادا و عاشت عيشة آمنة مطمئنة ،

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قصة مؤثرة تعكس قوة الحب
    التي يمكن أن تحول حياة شخص تمامًا، من حياة مليئة بالاضطرابات إلى حياة مستقرة وآمنة.
    كما توضح القصة بعمق الصدمة النفسية التي يعاني منها الفرد بفقدان شخص عزيز، وهنا يظهر دور الأصدقاء والزملاء في تقديم الدعم المعنوي والمادي للمصابين بمثل هذه الصدمات، وكيف يمكن أن يكون ذلك عاملًا حاسمًا في التعافي.
    رسالة القصة واضحة: مهما كان الألم شديدًا، هناك دائمًا أمل في حياة أفضل. قد يكون الطريق طويلًا وشاقًا، ولكن بالإيمان بالنفس وبمساعدة الآخرين، يمكن تجاوز أصعب المحن.
    واصل عطاءك وابداعك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى