
فكرة هذا المقال جاءتني من خلال اطلاعي على تصريحات يهود مغاربة اختاروا الهجرة للكيان الصهيوني علما أن هجرة كثير منهم جاءت نتيجة حركة منظمة ومدبرة من قبل الحركة الصهيونية …
كثير من هؤلاء لا يزالون يعبرون عن اعتزازهم بالعادات والتقاليد المغربية بل إن بعضهم لا زال يتردد على بعض أضرحة بعض ” الأولياء ” اليهود المدفونين في بعض المناطق المغربية …
لكن في المقابل يتعين أن نذكر أن كثيرا منهم قد تصهينوا وتحولوا إلى قيادات سياسية أو عسكرية ، وأن لهم يدا ودورا في تهجير وتقتيل الشعب الفلسطيني وفي تدنيس المسجد الاقصى والاعتداء على حرماته .وأن فريقا منهم منخرط في الحروب المتوالية على فلسطين وأهل فلسطين ..
ورغم ذلك كله يتعين عدم السقوط في التعميم المطلق على اعتبار أن اليهود المغاربة وغيرالمغاربة ليسوا سواء وليسوا جميعا صهاينة أو متصهيننين …
وهنا يحضرني قوله تعالى:” يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل،،،،،،”” وماورد في تفسيره عند فخر الدين الرازي :” حيث قال “المسألة الأولى : قد عرفت أن الأحبار من اليهود ، والرهبان من النصارى بحسب العرف ، فالله تعالى حكى عن كثير منهم أنهم ليأكلون أموال الناس بالباطل ، وفيه أبحاث :
البحث الأول : أنه تعالى قيد ذلك بقوله ( كثيرا ) ليدل بذلك على أن هذه الطريقة طريقة بعضهم لا طريقة الكل ، فإن العالم لا يخلو عن الحق ، وإطباق الكل على الباطل كالممتنع هذا يوهم أنه كما أن إجماع هذه الأمة على الباطل لا يحصل ، فكذلك سائر الأمم .”
ومعنى ذلك أنه يتعين أن نأخذ بعين الاعتبار أن فيهم بعض المنصفين و أصحاب الضمير …
وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر منهم في الخالة المغربية ابراهام السرفاتي الذي بالرغم من تبنيه للايديو لوجية اليسارية الماركسية وانحذاره من سلالة يهودية الأصل، فإنه كان مناهضا للكيان الصهيوني .
يهودية رافضة للصهيونية
وهذا الصدد الرافض لصهينة اليهودية نجده مثلا عند حركة من قبيل حركة “ناطوري كارتا” (Neturei Karta) تعني بالآرامية “حارس المدينة”، وهي حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، ولا تعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب شعب آخر أرضه، ولا يكون إلا بإذن من الرب، وذلك بعد أن يرجع اليهود إلى تطبيق شريعتهم التي عاقبهم الرب لمخالفتها، وشتتهم في الأمصار وبين شعوب الأرض بسبب تضييعها.
للحركة الصهيونية من داخل الصف اليهودي
راكمت الحركة الصهيونية الكثير من الانتقادات والمواقف المُعارِضة من داخل الصف اليهودي نفسه، الأصولي منه قبل اليساري أو العلماني، ومن هذه الانتقادات :
الانتقادات الصادرة من حركة ناطوري كارتا” (Neturei Karta)
وتعني بالآرامية “حارس المدينة”، وهي حركة دينية يهودية مناهضة للصهيونية، ولا تعترف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر أن قيام دولة لليهود لا يكون بسلب شعب آخر أرضه، ولا يكون إلا بإذن من الرب، وذلك بعد أن يرجع اليهود إلى تطبيق شريعتهم التي عاقبهم الرب لمخالفتها، وشتتهم في الأمصار وبين شعوب الأرض بسبب تضييعها.
انتقادات صادرة من تصورات علمانية
ينطلق النقد العلماني للصهيونية من ضرورة اندماج الأقليات اليهودية في مجتمعاتها ، و يعتبر الصهيونية ردة حضارية لا تعالج مشكلة الجيتوهات اليهودية وإنما تزيدها بخلق جيتو كبير باسم دولة
انتقادات للصهيونية من داخل الأصولية اليهودية
ومن أبرز هذه الانتقادات ما كتبه الحاخام “موشيه هيرش”، المولود بفلسطين وهو أحد زعماء حركة ناطوري كارتا المناهضة للصهيونية، في مقال له عام 1978 بالواشنطن بوست حيث أكد أن “الصهيونية على نقيض تام مع اليهودية… إنها تريد تعريف الشعب اليهودي بأنه وحدة قومية، وهذا هو الكفر نفسه… وهم حين يفعلون ذلك عليهم أن يتحمَّلوا كل العواقب”
إن الحركة الصهيونية من هذا المنظور هي كفر وانحراف عن موروث الآباء كما صرح الحاخام “إلمر برجر”، الرئيس الأسبق للمجلس الأميركي اليهودي، عام 1968 في جامعة “ليدن” الأميركية أن “أرض صهيون ليست مقدسة إلا إذا سيطرت عليها شريعة الرب” وقال: “لا يمكن لأي إنسان أن يقبل الادعاء بأن إنشاء دولة إسرائيل الحالية كان تحقيقا للنبوءة”
من جهة أخرى عبر السير “إيدون مونتاجو” -الوزير اليهودي بحكومة بريطانيا إبان صدور وعد بلفور- معارضته الشديدة للصهيونية ووصفها بأنها توجُّه شرير، وعقيدة سياسية مُضلِّلة لا يمكن لأي مواطن محب لوطنه الدفاع عنها، ” وأن عودة اليهود من المنفى -حسب اعتقاده- يجب أن تتم بإرادة إلهية وليس بإرادة الصهاينة، بل واقترح حرمان كل صهيوني حق التصويت داخل المملكة المتحدة، وأكَّد أن وعد بلفور يُسيء لليهود؛ إذ يحرمهم من حقوقهم بوصفهم مواطنين في البلدان التي ينتمون إليها .
يساري مغربي من أشد المناهضين للصهيونية
ويتعلق الأمر بالمناضل اليساري المغربي ابراهام السرفاتي الذي كان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب العربي في مواجهة الصهيونية .كما قضى سنوات عدة في محاربتها باعتبارها خلايا سرطانية تم زرعها في المنطقة بهدف تفتيت اللحمة العربية وتشتيت وحدتها.!!!
وتعد قصة حياة المناضل اليهودي ابراهام السرفاتيى المولود في 16 من يناير عام 1926 بالدار البيضاء والذي عاصر ثلاثة ملوك مغاربة، والذي أمضى جل حياته متنقلًا بين السجون والمنفى، واحدة من قصص النضال التي يستلهم منها الشباب المغربي معاني البطولة والشجاعة.
ليس الغاية هنا هي الوقوف عند مساره السياسي وتقييم مواقفه ذات الصلة بالوضع السياسي المغربي ولا عند اختياراته الايديولوجية …
لكن نريد أن ننبه الى أنه في الوقت الذي هرول ويهرول فيه كثير ممن ينتمون بأجسادهم إلى التراب العربي وفي دينهم إلى الإسلام وتاريخهم إلى القومية العربية، يهرولون خلف قطار التطبيع مع الكيان الصهيوني، كان السرفاتي، اليهودي الديانة، علامة فارقة في معاداة الصهيونية والدفاع عن حق الشعب العربي إيمانًا منه بعدالة قضيته..
ابراهام السرفاتي تعرض لمساومات وإغراءات حيث عرضت عليه الجنسية الإسرائيلية أكثر من مرة لكنه رفض، بل كان معارضًا لقانون العودة الذي يتطلع كثير من اليهود في مختلف أنحاء العالم للهجرة والاستقرار في فلسطين المحتلة، فعلى النقيض من ذلك تمامًا كان الرجل من أكثر المعادين للصهيونية.
هذا العلم المناضل اليهود المغربي اليساري فاقت شهرته كثيرًا من الوجوه والرموز العربية المسلمة الملطخة أيديهم بدماء الفلسطنيين المراقة على أشلاء الأشقاء في الأراضي الفلسطينية
وصدق الله تعالى القائل :” فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين “
منهج العدل والإنصاف القرآني
إن منهج العدل والإنصاف والتمييز في أهل الكتاب بين المحاربين والمسالمين
وقوله تعالى
” ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويامرون بالمعرف وينهون عن المنكر وأولئك من الصالحين ” …
فرق بين هذا النموذج وبين من تحولوا إلى قادة عسكريين وسياسيين يسهمون في تقتيل الشعب الفلسطيني وتهجيره ويعتبرون أن ” تمغربيت ” هي لبس القفطان أو أكل الكسكس مع القتال في صفوف الجيش الصهيوني وتدنيس المقدسات وتدنيس المسجد الأقصى وتكثير سواد الاستيطان والعمل في مخططات إعادة بناء الهيكل المزعوم !!