
المجتمع اللامدني، هو مظهرمن مظاهر المجتمع المتخلف، والمجتمع المتخلف، هو مجتمع لا رؤية توجهه ولا إرادة تميزه، ولا قدرة له على الإنجاز، مجتمع اللاعلم، والمذلة، مجتمع لا يعيش الحياة الطبيعية، وبخلاصة،هو مجتمع الجمود، والجهل،والتهريج، مجتمع الرأسمال الإجتماعي فيه لا يشارك، بل همه هو أن يستهلك، ما ينتجه غيره، يتأثر ولا يؤثر، الوعي السياسي عنده ضعيف، فلا ينخرط في مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية، يكره الظهور في الفضاءات العمومية، ولا يتقن التعامل مع وسائل الإعلام، وتقنيات التواصل الاجتماعي، لانعدام الثقة عنده،ولقلة التجارب في المواجهات والمناظرات، والمقابلات.
المجتمع اللامدني، كما يبدد ثروته المادية والروحية، يبدد قوة الأفراد، فتقل أعمالهم، ويخبو شغفهم بالابداع، فكم من شعوب خربتها الأمراض ودمرتها الحروب، لكن أحياها الرأسمال المادي والمعنوي، وبخاصة الرأسمال الإجتماعي، فاستانفت نهضتها، وعملت على الرقي بنفسها، وتطوير مقدراتها وترواثها.
فقد يذهب كل شيء،لكن الراسمال الإجتماعي يعيد كل شيء و بزيادة، كما حصل في أروبا واليابان، والبلدان التي أصابتها البراكين والزلازل، فضعف المجتمع اللامدني ينعكس على الدولة خاصة،وعلى المجتمع عامة، وارتخاؤه أو توثره، يؤديان إلى عجز في النشاطات المشتركة،وتفكك الشبكات الجمعيات والمنظمات يصيب الدولة بمرض، قد يوصلها إلى نهايتها،وهو إذ يتخلى عن أنشطته في السلامة والصحة ورعاية الأطفال والشباب، يضعف الدولة ،أمنيا، وإداريا واقتصاديا وسياسيا، داخليا وخارجيا.
ولما كان مطلوبا من المجتمع المدني، توسيع المشاركة الفاعلة، والمتراصة، فيقاوم الظلم والاستبداد، فلا يعطيهما فرصة التآلف والتكتل، يتفتت ويصير ذرات متناثرة، كحفنة من رمل، لا كقطعة حجرة صلبة،وعموما فالمجتمع اللامدني إذا أردنا ان نضع ميثاقا لأعضائه،الذي هو قبل كل شيء صناعة غير شرعية ولا قانونية، فاننا نجد أنهم متواطئون على تقديم خدمات فئوية طبقية، مع احتواء النخبة المثقفة ،وتكبيلها ،لتصبح الاداة الملمعة لصورة الانظمة الاستبدادية، فلا يتهتم لا بحديث ولا بحداثة ولا بمستحدث،وإنما يقضي جل فترات حكمه في إنتاج الأوضاع القائمة، فلكلوريا تارة، وخرافيا تارة أخرى.
تحياتي