
نقلت وكالة الأنباء الليبية عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير صادر الأحد، وصول ما بين 300 و 400 نازح جديد يوميا منذ بداية النزاع المسلحة في السودان، مفسرة أن عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية في ازدياد مستمر”.
وأكد التقرير أن تكون الأرقام الحقيقية” للنازحين السودانيين في ليبيا، وتحديدا مدينة الكفرة، أعلى بكثير”، بالنظر إلى “الظروف الصعبة للهروب عبر الصحراء، بالإضافة إلى عدم قدرة العديد من اللاجئين على الوصول إلى مراكز التسجيل، التي تجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق”.
ونشأت الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 نتيجة صراع بين القوات المسلحة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ويعود أصل الخلاف إلى تنافس قديم بين المؤسستين حول السلطة والنفوذ، وإزداد الخلاف بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر الى 2010
وتركت هذه الحرب آثارا إنسانية تصفها تقارير دولية بـ “الكارثية”، إذ سقط آلاف الضحايا المدنيين وأجبر الملايين على النزوح داخليا وخارجيا. كذلك تسببت الحرب في انهيار الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ونقص حاد في الغذاء والمياه، فضلا عن اضطرار الآلاف للنزوح.
ويذهب العديد من السوادنيين إلى الكفرة، الواقعة بجنوب شرق ليبيا، باعتبارها المدينة الليبية الأقرب للحدود، إذ تبعد بـ 350 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية سودانية.
ويبلغ عدد سكان الكفرة 65 ألفا، غير أن هذا العدد تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.
و كشف مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، أن عدد السودانيين اللاجئين حاليا في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه يوجد بالمدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين.
ويطرح استقطاب المدينة لأعداد متلاحقة من اللاجئين تحديات، وفق سليمان الذي أفاد الموقع “تواصل” الليبي أن المؤسسات بالمدينة “غير مهيأة لتقديم الخدمات، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإمكانيات”، كاشفا أن اللاجئين يقيمون في أوضاع مأساوية”.
وإكدت مفوضية اللاجئين الصادرة نهاية سبتمبر، وصل أكثر من 100 ألف سوداني إلى ليبيا.
وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في مقابلة سابقة مع فرانس برس من تداعيات الأزمة الإنسانية بالسودان، قائلا “للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثر على المنطقة بأكملها بطريقة خطرة للغاية”