رأي

عودة الغرباء

بقلم أحمد الشقيري الديني

جاء في مقال مترجم للعربيه لرئيس وزراء بريطانيا *كير ستارمر!!* زعيم حزب العمال، كما هو موجود في موقع إضاءات الإخباري وغيره مايلي:

( يجب الاستمرار في دعم إسرائيل مهما كانت إجراءاتها قاسية، حتى لا تسمح بإقامة نواة لنظام إسلامي في غزة يشجع الشعوب الإسلامية على احتذاء التجربة، وممكن في هذا المجال الاستفادة من الدعم الكبير الذي تحظى به إسرائيل من الدول العربية، التي تخاف من قيام أي نظام إسلامي أو ديمقراطي، وهذه نقطة ثالثة مهمة وهي دعم الأنظمة العربية ومؤسساتها وجيوشها وأجهزتها المختلفة التي تمنع قيام أي نظام يستمد قيمه من تعاليم محمد ومن كتابه المقدس.)!!
المقال يعكس إحدى أوجه الإسلاموفوبيا التي اكتسحت الإعلام الغربي في العقدين الماضيين بعد اتساع المجالات التي أصبح للصحوة الإسلامية فيها تواجد معتبر ، سواء كانت مجالات ثقافية إعلامية أو فكرية ودعوية، وبعد الزحف الذي يعرفه الدين الإسلامي في البلاد الأروبية..!
من خلال الفقرة السابقة التي صدرنا بها هذا المقال يتضح أن الأداة التي يعول عليها الغرب في محاصرة الصحوة الإسلامية هي الدولة العميقة في بلداننا بأجهزتها القمعية،وهذا ما عشناه بعد تصدر الإسلاميين نتائج الانتخابات في أغلب دول العالم العربي بعد الربيع العربي في أول تجربة ديمقراطية..!
والحقيقة الماثلة أمام أعيننا هي اشتداد عود الحركة الإسلامية كلما تلقت ضربة من خصومها، ويكفي قراءة في مسار الحركة الإسلامية بمصر منذ قرن وما عانته من محن مع النظام العسكري الحاكم آخرها فاجعة رابعة..
يبدو أن أبناء الصحوة الإسلامية يعيشون غربة في بلدانهم وبين ذوييهم لأنهم يصلحون ما أفسده الناس من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما صح عنه قوله( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء) وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل: يا رسول الله! من الغرباء؟ قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس)، وفي اللفظ الآخر: (يصلحون ما أفسد الناس من سنتي)، وفي لفظ آخر: (هم النزاع من القبائل)، وفي لفظ آخر: (هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير).
صمود غزة العزة أمام أكبر هجمة صهيو/صليبية استعملت فيها أفتك الأسلحة، يعتبر صمودا أسطوريا من شأنه أن يبعث الحياة من جديد في جسم الحركة الإسلامية وتصحيح مفهوم الجهاد الذي تم تشويهه بإلصاق تهمة الإرهاب..!
فهل نحن إزاء المرحلة الأخيرة من المراحل التي رسمها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره عَنِ حُذَيْفَةُ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ).
فعودة الغرباء لتدبير شؤون هذه الأمة وقيادة العالم وعد نبوي لن يتخلف وإرهاصات ذلك ماثلة للأعين، لكن بين يديها فتن كقطع الليل المظلم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: ” الْفِتْنَةُ الرَّابِعَةُ عَمْيَاءُ مُظْلِمَةٌ تَمُورُ مَوْرَ الْبَحْرِ، لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ إِلَّا مَلَأَتْهُ ذُلًّا وَخَوْفًا، تُطِيفُ بِالشَّامِ ، وَتَغْشَى بِالْعِرَاقِ ، وَتَخْبِطُ بِالْجَزِيرَةِ بِيَدِهَا وَرِجْلِهَا، تُعْرَكُ الْأُمَّةُ فِيهَا عَرْكَ الْأَدِيمِ، وَيَشْتَدُّ فِيهَا الْبَلَاءُ حَتَّى يُنْكَرَ فِيهَا الْمَعْرُوفُ، وَيُعْرَفَ فِيهَا الْمُنْكَرُ، لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ يَقُولُ: مَهْ مَهْ، وَلَا يَرْقَعُونَهَا مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا تَفَتَّقَتْ مِنْ نَاحِيَةٍ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَلَا يَنْجُو مِنْهَا إِلَّا مِنْ دَعَا كَدُعَاءِ الْغَرَقِ فِي الْبَحْرِ، تَدُومُ اثْنَيْ عَشَرَ عَامًا، تَنْجَلِي حِينَ تَنْجَلِي وَقَدِ انْحَسَرَتِ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ تِسْعَةٍ سَبْعَةٌ “.
وهذا الخبر وإن ضعفه الحفاظ إلا أن واقعنا اليوم يشهد له أو لبعض ما جاء فيه بالوقوع والحقيقة..!
والحاصل أن ما نستشفه من هذه النبوءات واشتداد الظلمة أننا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الأبرز عودة الإسلام والغرباء ليتصدروا المشهد العالمي..
وستكون عودتهم رحمة وبركة على البشر وليس كما يصورهم الإعلام المتصيهن بأنهم همج إرهابيون يثيرون الخراب أينما حلوا وارتحلوا..!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى