رأي

جوائز للعلماء

محمد كندولة

جوائز التي تهدى للعلماء كثيرة منها:الأموال كاللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب أوالجواري و الثياب والمناصب كولاية القضاء أو ديوان المظالم .
لكن العلماء في أخذ الجوائز اورفضها، يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: كان يرفض أخذ المال من الحاكم ويبتعد عنه، ومن هؤلاء: أبو حنيفة وسفيان الثوري والفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل والطبري وسعيد ابن المسيب، الذين كانوا يعتبرون الاعطيات امتحانا لهم لمعرفة مقدار الولاء للحكام.
فابو حنيفة كان يرفض كل منحة أو عطاء ، الشيء الذي كان يعرضه للاذى، فقد رفض عشرة آلاف درهم وجارية من أبي جعفر المنصور، ورفض هدية زوجة المنصور حين حكم لها ضدا على زوجها بسبب الشقاق الذي حصل بينهما،فأرسلت إليه خادما ومالا وثيابا وجارية وحمارا مصريا فرد كل هذا وقال: إنما ناضلت عن ديني، وقمت في ذلك المقام لله، لم أرد بتلك تقربا إلى أحد، ولا التمست به دنيا”
وقصته رحمه الله تشبه قصص الكثير من العلماء كسفيان الثوري والفضيل بن عياض وعمرو بن عبيد.
أماقصة الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل مع الخليفة العباسي الأمين فموضوعها رفض الإمام أحمد تدخل الإمام الشافعي عند الأمين لتسهيل سفره إلى اليمن قاضيا وفي نفس الوقت يحقق رغبته في أخذ الحديث عن الإمام عبد الرزاق بن همام.
القسم الثاني: كان يأخذ الأموال من الحكام بقصد توزيعها على طلبة العلم وعلى العلماء الفقراء كالامام مالك والحسن البصري، وكان هذا الأخذ لا يثنيهم عن محاسبة الحكام والانكار عليهم وإبداء النصح الكريم لهم معتبرين أنفسهم كالجند الذين وقفوا أنفسھم لحماية الثغور من الأعداء لكيلا يثلموا ثلمة يعتدون منها على الأمة، وبهذا فالعلماء كالجند في منع الضلال والانحراف وغير ذلك.
القسم الثالث: كانوا يأخذون الحظ المقسوم لهم من الحكام، ومن هؤلاء علماء وائمة آل البيت كالامام جعفر الصادق، وغيرهم الذين كانوا من بني هاشم، وكذلك الإمام الشافعي الذي كان يأخذ حظه من سهم بني المطلب إلا أنهم لم ينسوا وظيفتهم العلمائية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأخيرا يبقى السؤال عن الجائزة والتردد للخدمة وكثرة الثناء والدعاء وحشد الناس لإظهار الولاء والحب مع التستر على المظالم والمساوئ طريقا غير جائز وغير مقبول.
أما ياخذه العلماء اليوم من أموال مقابل قيامهم بالوظائف المعروفة من إمامة أو خطابة أو تدريس أو وعظ أو افتاء فهو لتفرغهم عن العمل الذي يكسبون به لذا فهو جائز.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى