رأي

التدين الرومانسي

بقلم محمد كندولة

الدين عند الله الإسلام، عمدته القرآن الكريم و السنة المحمدية المطهرة، وهما فوق الزمان والمكان، والتدين فهم للدين بحسب المستوى التعليمي والثقافي للفرد والجماعة، لذا نستطيع أن نقول إن لكل فرد تدينه،مادام أن لكل واحد فهمه، ومع تعدد الأفهام ،تتعددت التدينات،” كل امرئ بما كسب رهين ” ومما يساعد على فهم الدين ، العقل والقلب “انا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ” فالذي يحدث أن هذا الإنسان يميل في تدينه إلى الأسهل في فهمه، فقد يترك العقل للاستهداء به، ويلجأ إلى القلب كوسيلة للتعبد،لأن في استعمال العقل محنة ، وفي استعمال القلب راحة، فتكسير الثنائيات هي السمة الغالبة عند هذا الإنسان ، فقد يتحدث عن الإحسان، وينسى العدل، وقد يدعو للدين وينجنب الحديث عن الدولة، وقد يتعرض للخير ويتحاشى ذكر الشر ، والعكس في هذه الأمثلة كله صحيح، والثنائيات كثيرة يصعب رصدها في هذا المقام ، المهم عندنا في موضوع اليوم والمتعلق بالتدين الرومانسي هو شكل من هذه الأشكال ، وصورة من عدة صور.
فما التدين الرومانسي؟ وما هي تطبيقاته ونماذجه؟؟
كما ذكرنا إن من سمات التدين الرومانسي الاحتجاج على العقل ،والالتجاء إلى القلب ،وذلك بإثارة المشاعر والأحاسيس ، واعتماد العواطف كلغة للتعبير عن الحب والقلق ، والوقوف عند الجمال بعفوية يصحبها التمرد على القوانين والقيود الاجتماعية ، والقواعد التنظيمية، مع المطالبة بالحرية من أجل بناء عالم الحق والعدل والمساواة.
يعترف التدين الرومانسي بالدين وبالخصوص الجانب الروحي فيه المهيج للحب والإحسان والشفقة والرحمة و الرأفة، ويتخذ من الطبيعة إطارا للحياة، بما تعنيه من سكون وهدوء وجمال ووحشة، يتحسر فيه على الأشقياء وملذاتهم، ويتعاطف به مع المعذبين ومصائرهم. فمصادر التدين الرومانسي القصص والروايات، والحكايات القديمة الصحيحة والضعيفة، التي تصف الملاحم والمعارك، وتصور الخوارق ، كالمردة والعمالقة والأبطال الخارقين ، وقد تبدع الذهنية الرومانسية أبطالا خارقين يطيرون في أجواء المثالية والعصمة العبقرية ، كما تعنى بالبطل المعذب الشجاع المظلوم من المجتمع سواء في منفاه أو في سجنه أو على مقصلة الإعدام.
وعوض تفهم أوضاع الأحبة المظلومين ، تنمو نزعة الفرار ، والولع بالتغرب والسفر إلى عوالم جديدة، والترحال إلى بلاد بعيدة لاكتشاف الآفاق والأقوام في عيشهم البسيط، الشيء الذي يعبر عنه عند المتدين الرومانسي أدبيا وفنيا بأحلام هائمة وأخلية لا محدودة، وهم في عالم اليقظة، بلغة بعيدة عن اللغة الكلاسيكية المتعالية ،المتميزة بالجزالة والترفع إلى لغة محلية دقيقة ومختصرة تتميز بالحرية في الفن والإبداع والتعبير السهل البسيط.
محمد كندولة
🕋💓🕋💓🕋💓🕋💓🕋💓🕋💓🕋💓🕋💓🕋💓🕋💓

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى