رأي

في معنى الاستقلال:

محمد كندولة

الاستقلال لغة، من فعل استقل،ويعني ،نهض، ومشى، طار، وارتفع، وذهب وارتحل، نقول، استقل الطائر في طيرانه،أي نهض للطيران،وارتفع في الهواء، واستقلت الشمس، أي ارتفعت وتعالت،واستقل القوم ذهبوا، وارتحلوا، واستقل الرجل إذا انفرد بتدبير أموره، واستقلت الدولة، إذا استكملت سيادتها، وانفردت بادارةشؤونها. إذن الاستقلال يضم حركتين: نهوض وارتفاع، أي نهضة وتقدم إلى الأمام، فلا جمود، ولاتبعية، إنما هي استقامة، واعتدال، برؤية واضحة وقدرة نامية، ووجود كامل، وارادة بالغة مع حب للحياة والألوان والجمال. والنتيجة أن تحقيق الاستقلال هو الاستغناء عن الغير في السياسة، والاقتصاد وفي الثقافة، وطرق التعليم و التربية، فلا انبهار بما عند الغير،ولا استيلاب بمميزات الآخرين، فالحياة بالاستقلال، لا تكون إلا بالعلم النافع، الباني، المجدد لأسباب الرفاه، المجتهد لإسعاد الرجال والنساء، والأطفال والشباب، ولا يتأتى هذا المطلب إلا بالعدل الحقيقي،المنصف، الحافظ لكرامة الناس، والضامن لحريتهم ،في أداء واجباتهم، ونيل حقوقهم. وأما الإحسان والإتقان فبهما تزداد النجاحات توهجا، ورونقا، وتزيد الناس تألقا، وتصديقا، لقيمهم واوطانهم، فقيمة المرء في إحسانه،وإتقانه، لكل ما يسند إليه من أعمال، ونشاطات، خاصة مع الأجانب من المنافسين، والمتربصين، فاعداء النجاح كثيرون، وأصدقاء التعاون لهم شروطهم ومطالبهم. فكلما حاد المرء، أو البلد،أو الأمة، عن هذا المسار، فقد الاستقلال، وجاء المحتل بفلسفة الاستعمار، لأن الطبيعة لا تقبل الفراغ، ولانه أي المحتل لا يستصيغ نهوض الأمم، فيعمل على وأد كل الجهود الاستقلالية، لأن له دين يريد أن يبشر به، وله طمع في الثروات،وحسد فيما عند الآخرين من طاقات مادية ولامادية. وللاشارة فأوجه الاستعمار قد تغيرت اليوم، حيث أصبح احتلال العقول يسبق احتلال الحقول،وهو ما يكمن أن نسميه بالاستعمار الرقمي،أو السيبراني، وهو طريقة جديدة في الاستيلاء على الدول سياسيا، واقتصاديا، وثقافيا،ليلجأ بعد ذلك إلى ما عسكري،حربي ،بطرق لطيفة أحيانا، أو عنيفة في أخرى. ولهذا وجب على المصلحين، والمجددين،أن يكونوا يقظين، حذرين، منتبهين، لشرور العصر الحديث، المسنودة على حقائق ووثائق الاستشراق، ومراكز البحث والدراسات المبثوتة في كل أرجاء العالم، وذلك بالاعداد والاستعداد، لما هم محتمل أن يكون سببا لضياع الوحدة،والاستقلال، لانهما من أهم النعم، وأكبر الفضائل،خاصة إذا أضفنا لها نعما أخرى، كالامن والأمان والإيمان، والحرية الضامنة للإبداع والابتكار. فما ضاعت مصلحة وراءها مجتهد ومجاهد.

تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى